القابضون على جهنم!- د.صبري صيدم
راعني ما سمعته اليوم من شهادات حية حول واقعنا الإنساني الفلسطيني المعيش في سوريا ولبنان من قبل زملائنا أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح هناك. وكأننا نعيش نكبة متجددة لكنها أكثر تباعداً في أحداثها مما كان عليه الحال إبان النكبة الأم.
وكأننا أيضاً نعيش اكتمال الصورة بين أركان الوطن وما بعد الوطن ليكون الفلسطيني بطلها من جديد ليس فقط في الجلزون وعتيل وبيتين وبيرزيت وغزة ومخيم اليرموك وعين الحلوة، بل أيضاً في معبر الكرامة التي أبى الفلسطيني أن يبيع فيه كرامته فأردته رصاصات الحقد الإسرائيلي بعدما هب منتفضاً لشرفه وعزته.
الفلسطيني وكما قال أحد الأصدقاء لم يعد قابضاً على الجمر بل بات قابضاً على جهنم ليس لجراحه فقط بل لأن قتلة العصر مهما تعددت جنسياتهم ودياناتهم أرادوا أن يكون الفلسطيني العنصر المفعول فيه المكسور الهامة، لكنه أبى ويأبى.
لاجئون يغسلون كلاهم، وأطفال ينامون في البرد القارس، ونساء يعشن اضطرابات نفسية، وشيوخ بلا مأوى، وبقايا إنسان شطب الجوع معدته حتى التصق لحمه بعظمه كلهم في مقابل بندقية مأجورة وعقائد ملتوية خارج الوطن يعتقدون أنهم أُجراء الله على الأرض واحتلال اعتاد على العوج داخل الوطن.
احتلال رفع وتيرة استيطانه بواقع 124 ضعفاً خلال العام الماضي، وصادر ما يزيد عن ربع الضفة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ونهب مخزون الماء فلم يترك للفلسطيني مع نهاية العام الماضي إلا ما هو اقل من لترٍ واحدٍ مقابل 9 لترات لكل مستوطن. إضافة إلى التحكم بحوالي 94% من أراضي الأغوار واعتقال أكثر من ربع الشعب الفلسطيني خلال العقود الماضية.
ربيع العرب نحن حطامه على ما يبدو واحتلال إسرائيل نحن ضحاياه وكأننا القاسم المشترك الأكبر في الذبح والتنكيل.
الأهم أن القابضين على جهنم لا ينسون حقهم طال الزمن أم قصر وهم كالملائكة الذين لا تثنيهم المصاعب عن تحقيق رسالتهم حتى لو تطلب الأمر القبض على الجحيم.
s.saidam@gmail.com