الشعوب الحية تصطف حول مستقبلها في المفاصل التاريخية - راجي شاكر
الشعوب الحية تصنع مستقبلها،لاتتوقف عند محطة وكأنها الحياة ودونها الموت أوالعدم، وفارق الاختلاف في الآراءوالمواقف وثقافة الاختلاف ذاتها ،مابيين الشعوب الميتة والشعوب الحية ، كفارق النور والعتمة، عادة ما تعتبره الشعوب الميتة مساس بكينونتها وبنيتها التي حفظت لها الاستقرار وان كان على حساب الحياة ذاتها، الشكل اهم من الروح، والاستكانة معيارالولاء والانضباط والمواطنة السليمة، وعلى الجانب الآخر،الاختلاف تنوع، ورافد من روافد حياة الابداع والتطور، بما يحقق التوازن السلمي والاجتماعي للنظامين السياسي والاجتماعي ، كأداة لتصويب المسارات كلما اقتضت الحاجة لهذا التصويب، في حرص وطني عام على وحدة الشعب والوطن، ومهما بلغ الاختلاف من حدة،فإنه يتجاوز الطابع الشخصي للأفراد الى المواقف والسلوكات وطبيعة الأداء، في مجتمعات تجاوزت خصوصية الذات الى جمعية الوطن في الحاضر والمستقبل استناداً الى تاريخ معرفي وحضاري ، نسجته الأجيال وأورتثه لجينات التربية المجتمعية الوطنية والأخلاقية فشكلت حصانته من اللبنة الأساسية والخلية الأولى في المجتمع ومؤسساته المختلفة فكانت الأولويات الوطنية العامة حاضرة بعيداً عن الشروحات وورش العمل،لأنها تحياها حياة وممارسة، والحقوق والواجبات لاتحتاج الى مناهج وحصص دراسية كي تتعلمها، وسيادةالقانون فيها لاتحتاج الى يفط وشعارات ومنظرين يُقسمون ليل نهار على سيادتها، وأي خروج عن القانون يجابه بوقفة جماعية من المختلفين جميعاً ،فالوطن أهم من الجميع ، ولا حياة للفرد فيها خارج الوطن، وساحات القضاء مساحة خصبة وأمينةللمتخاصمين،ارتضوها بعقد اجتماعي،منذ عرف التاريخ الشكل الأول للدولة وتوافقوا عليها فلم تكن بدعة ولم ياتي مادونها بعد ، ينفي صحتها...
لذا فهي القاعدة وما دونها خروج عن الناموس الوطني والاجتماعي والسياسي...ونحن ايضاً،ما كنا يوماً ولن نكون شعباً ميتاً استوقف حياته على قضية ،ولأجلها نذر حياته ،وباتت دليل حياته وفيها موته،؟؟؟!!!!
الحياة يجب ان لاتتوقف ،ومن حق المواطنين التقاضي ،والاحتكام الى ساحاته، بالحجة والدليل والبرهان،الذي تطمئن اليه عقول وقلوب هيئة المجكمة،وواجب السلطة التنفيذية حماية أمن هذا الوطن والمواطن دون تجني، وفي القضاء القول الفصل.... أما الموت عند هذه القضبة أو الحياة،فذلك هو الاستخفاف بشعب كامل ومحاولة أسر حياته في قضية وان كانت لها ما يبررها ولكنها ليست هي الحياة ،فعلى رأس حياتنا اليوم مستقبل ،يخطو خطواته خلسة وعلناً،لا قيمة لكل اختلافاتنا ان انفلت من رقابتنا ومتابعتنا، لأنه في الأصل حياتنا، ومادونه له متسع نقاش ان كتب لنا من بعد ما نحن مقبلين عليه حياة، فلنتوحد جميعاً خلف معركتنا السياسية الراهنة وقيادتنا، حمايةً لمشروعنا الوطني في معركة الكرامة أو الإخضاع ، ولنلقي بكامل الدعم والاسناد الشعبي والوطني والتنظيمي للأخ الرئيس محمود عباس ابو مازن ، كواجب وطني عام ، فهي ليست معركته وحده ، ولن تكون كذلك،وكل القضايا الأخرى يجب ان تسكن بحس مسؤول قادر على التعاطي مع أولويات الظرف الوطني العام وطبيعة المرحلة ، وكما اسلفنا القضاء ساحة المتخاصمين، ومصلحة الوطن ساحة المعركة....لنستحق أن نكون شعباً حياً !!