دماء الشهداء تضيء وجه الوطن- فراس الطيراوي
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) صدق الله العظيم
يتوالى نزيف الدم الطاهر ويتوالى سقوط الشهداء حمزة جمال ابو الهيجا من كتائب القسام، ويزن جبارين من كتائب شهداء الاقصى ، ومحمود ابو زينة من سرايا القدس في جنين العزة، والكرامة ، والرجولة ، والشهامة ، والشموخ، كلماتنا باهتة شاحبة امام تألق دماء الشهداء والذي تخرج منه رائحة المسك وعبق الكبرياء. فالشهادة وقفة عز وإباء ، فرساننا الثلاثة عاهدوا الله والوطن بالذود عن حياضه ، وقدموا أرواحهم قرابين لحماية كل ذرة من ترابه ، رفعوا راية الوطن خفاقة عالية فما تزعزعوا وما تراجعوا ، صمدوا وقاتلوا واستبسلوا حتى نالوا الشهادة ، وبعثوا رسالة من الضفة الأبية الى غزة العزة والى كل العالم تقول : ان شعبنا الفلسطيني عصي على كل محاولات التمزيق او الطمس ،وهويته لن تكون الا فلسطينية وناصعة وعظيمة لانها خلاصة رحلة عذاب طويلة دفعنا في سبيلها آلاف الشهداء وآلاف الجرحى والمعتقلين. لا والف لا للانقسام ونعم للوحدة الوطنية لانها طريقنا للنصر والحرية ، كفانا انقساما ، كفانا تشرذما، وانشقاقا ، فالانقسام أضر بقضيتنا وشوه نضالنا وجعل العدو يتشمت بنا، لعن الله الانقسام ومن يغذيه لمصالحة الآنية الضيقة فرب الكون يدعونا في كتابه العزيز الى الوحدة ويقول ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) وقال سبحانه ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) فيا سيد صلاح البردويل هذا كلام الله فلماذا التوتير والتعكير ودماء الشهداء لم تجف بعد وفلسطين اكبر من الجميع ولا تنسى ايضا قول الشاعر : تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا ... واذا افترقن تكسرت آحادا ) فصدقني لن تقوم لنا قائمة ان بقينا هكذا فالوحدة الوطنية واجب ديني وقومي ، وهي السياج الحامي والدرع الحصين لقضيتنا وهي الضمانة الوحيدة لنيل وتحقيق أهدافنا المشروعة ، فالشهداء توحدوا نأمل من الأحياء ان يتوحدوا. وفي الختام سأردد وأقول ما قاله شاعرنا الفلسطيني طلعت سقيرق : خذني الى كفين من وعدٍ وحناءٍ فقلبي ضفةٌ بحرٌ سماءٌ .... من جنين َ الى جنين َاحارُ في لثمِ الترابِ العطرِ .... يمتشق ُ المكان ُ قصيدتي ويرّدني حتى دمي .... كي استفيق َ على بلادٍ اسرجت ْ خيل َ العطاءِ .... وامطرت ْ هذا الزمان َ بكل ألوان ِ الصمود المستحيل .... كأنما الأشجار ُ ترفعُ رأسَها لترى الى هذا الجلال ِ وهذه الأيام ِ .... كيف تميلُ بالحبق ِ المندّى فاملئي يا أمَّنا كلَّ الدروب ِ .... بعطر ِ من صمدوا طويلا ً رائعين َ وشامخين َ ومثقلين َبحبِ ارض ٍسيجتْ كل القلوب بعشقها .... وأكادُ من وعد ٍأصيح ُكأنما هذا المكان ُ يلم عن صدر المكانِ الياسمين َ .... يفيض من ذهب الدماءِ جنين ُ يا قمرَ الزمان ِجنينُ يا قمرَ المكانٍ .... جنين ُيا حلم َالفلسطينيَّ يسرج ُ خيله ُ الحبلى بذاكرةِ البلادِ جميعها .... كي يستعيد فضاءه العربي َّ من قهرِ الغزاةِ .... وكي يعود َ بكل ما في القلب ِ من عنبٍ الى عنبِ البيوت ِ.... جنين ُ والحلم ُ الأبي ُّ .... ويصمدون َ وكأنما جسدُ الرجال ِ جبال ُ هذي الأرض ِ .... لا يتراجعونَ ، يقاومونَ ويحملون َ القدس َ والتاريخ َ والزمن َ الطويل َ.... ويصمدون َ وبوجه عشاق الدمارِ. المجد والخلود لشهدائنا الابرار والحرية لاسرانا البواسل والنصر لشعبنا العظيم.