توحدنا دماء ومعركة وتفرقنا مباراة - ماهر حسين
أحتفل شعبنا الفلسطيني والشعب الأردني الشقيق بذكرى معركة الكرامة .. تلك المعركة التي أعادت الثقة للإنسان العربي بعد الشعور العام بالمهانة والهزيمة التي تلت نكسة عام 1967 م. فكانت الكرامة العلاج لكل ما تركته النكسة من أثار نفسية على الجيوش العربية والشعب العربي الواحد من المحيط للخليج. في تلك المعركة قاتل الفدائي الفلسطيني الملتزم بتحرير أرضه الى جانب المقاتل في الجيش العربي الأردني مما ادى الى هزيمة وتراجع القوات الإسرائيلية الغازية فتحول مكان المعركة في بلدة الكرامة الى ذكرى خالده تعبر عن قدرة المقاتل والفدائي على التوحد والانتصار .... وتحولت تلك الذكرى الى ذكرى لوحدة الدم الفلسطيني الأردني التي تجلت على أرض المعركة وحققت الانتصار. في ذكرى الكرامة الخالدة نستذكر معا "كل الشهداء ونترحم عليهم ونستذكر بطولات قادة الثورة الفلسطينية الذين قاتلوا جنبا" الى جنب مع الفدائيين بدعم من اخوانهم أبطال الجيش العربي الأردني من أفراد وقادة ونخص هنا بالذكر المرحوم البطل اللواء الأردني مشهور حديثه الجازي رحمه الله. لقد شكلت معركة الكرامة في الضمير الفلسطيني والأردني لحظات عزة وكرامة مرتبطة بانتصار الحق على القوة وشكلت فرصه دائمة لتعزيز الأخوه الفلسطينية الأردنيه ... فنحن شعب واحد على أرض واحده قسمها النهر الى قسمين فكانت الأردن وفلسطين. إن ما حدث في الكرامة من إنتصار لا ينسب الى هذا أو ذاك حصرا "ولكنه ينسب الى الكل الفلسطيني - الأردني وعندما اتحدث عن الكل أتحدث عمن شارك بالمعركة بغض النظر عن مكان ولادته .. كلهم أبطال وكل الشهداء أحياء عند ربهم إن شاء الله وفي هذا العام رافق الذكرى الخالده حدثين متناقضين ...... ولكنهما هامين .... أستدعيا كتابة المقال ... أولهما الشهيد رائد زعتير الذي أستشهد في معبر الكرامة فلف بالعلم الأردني ودفن في نابلس في تعبير جديد عن وحدة الدم وعن تلاحم الشعبين الفلسطيني والأردني .. هذا التلاحم الذي أراده الله عز وجل تلاحما "مرتبطا" بجغرافيا وتاريخ ودماء. والحدث الأخر هو مباراة الوحدات والفيصلي .. مباراة كرة قدم ... تحولت الى مباراه في (الشتائم) و (الفرقه) و (الفتنة) ... المباراة كانت في نفس يوم معركة الكرامة ولكن قيم الكرامة ووحدة الدم غابت وللأسف عن المباراة وعن الجمهورين ... لست أتهم هذا الطرف وذاك باثارة النعرات ولكني أقول بأن العيب فينا كمشاهدين للمباراه بغض النظر عن الفريق وعن الأصول ... فها نحن نتجاوز كل قيم الحق والكرامة والنصر لنختلف ونتفرق ونمارس هوايتنا (بالشتائم) التي تعزز من الفرقة والخلاف من اجل نصر وهمي في مباراة كرة قدم. أن ذكرى الكرامة الخالده وما تركته من أثر يجب أن يتم ترسخيها في اطفالنا لعلها تكون رسالة موده وحب ووحدة واتفاق واحترام قائم على أساس من الثقه بأن الأردن وفلسطين هما أشقاء وجيران وأخوه في الدين والدم. إنني أقترح أن يكون هناك لقاء مباراه ودية سنويا "في ذكرى معركة الكرامة بين ناديي الوحدات والفيصلي ويكون ريع المباراه لبلدة الكرامة مكان المعركة الخالده. علينا ان نستفيد من شعبية الناديين المرتفعه لإعلاء القيم وليس للإنحطاط بها. إنني وبعيدا" عن النعرات والخلافات أقول بأن فلسطين بحاجه الى دعم كل عربي وبالطبع بحاجه الى دعم كل أردني .. فلسطين وقدسهابأقصاها وكنائسها ... لا تفرقنا ولكن تجمعنا. إنني ادعو كل المثقفين وكل المخلصين في الأردن وفلسطين الى تجسيد قيم الإنتماء للكرامة لتكون هي القيم الجامعه للشعبين من على قاعدة التاريخ والجغرافيا والدم. عاشت فلسطين وكل الحب والتقدير للأردن.