شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

ليبرمان ولعبة إغلاق المربعات... - د. عبد المجيد سويلم


يبدو أننا أمام سلسلة جديدة من الأطروحات الإسرائيلية التي تفكّ لنا شيئاً فشيئاً لعز المناورات السياسية التي شهدناها على مدار أكثر من عقد ونصف العقد.
كنا في المراحل المبكرة من الدراسة الابتدائية نتسلى بلعبة إغلاق المربعات، وكنا "نتفنّن" في استدراج "الخصم" إلى مربعات بعينها دون أن نغلقها إلى أن يحين دور الإغلاق ليجد الخصم نفسه وقد وقع في فخ منصوب له بعناية، وما كان ليغلق مربعاً حتى يفتح لنا الطريق لإغلاق مربعات كثيرة وإنهاء اللعبة لصالحنا.
لست واثقاً بأن ليبرمان بنفس درجة الذكاء والحيلة التي كنا نتمتع بها آنذاك، ولست متأكداً من أنه يدرك أصلاً بأن خطته لإغلاق المربعات مكشوفة تماما.
أهم ما يرنو إليه ليبرمان هو التمايز أولاً والظهور بمظهر "الجذري" الأصل ثانياً وتحضير الأرضية اليمينية في إسرائيل لمنظومة تكاملية ليهودية الدولة.
ليبرمان يرى أن الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة لا يحل المشكلة إلاّ من الناحية النظرية، أو لنقل بأنه لا يرى جوهر المشكلة تحضير القاعدة القانونية للترحيل الجماعي مستقبلاً وفي ظروف تاريخية جديدة ومواتية، وإنما يهدف إلى التخلص من هذا "العبء" في اطار "حل" ما متفق عليه.
جوهر الموقف اليميني حول "السكان، غير اليهود يختلف عن موقف "اليسار" والوسط ويسار ويمين الوسط في إسرائيل بنقطتين رئيسيتين:
الأولى: ان اليمين من حيث الجوهر لا يعترف بشيء اسمه الشعب الفلسطيني بالمعنى المتعارف عليه في حقل العلوم السياسية، وإنما يعترف بالسكان الفلسطينيين ليس إلاّ، وكتجمعات مسيطر عليها إلى أن يحين الوقت المناسب لإعادة التشتيت.
والثانية: ان هذا اليمين لا يعتبر مسألة "النقاء" اليهودي مسألة أساسية وانما السيطرة اليهودية هي أساس الفكرة والمبدأ، وهو لا يرى ضيراً بالاكتفاء بالأغلبية عندما خطط شارون "للانسحاب" من قطاع غزة كان يهدف ـ من بين أهداف أخرى أصبحت معروفة ـ إلى التخلص من أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، وإخراجهم من دائرة المعادلة الديمغرافية، مع إبقائهم تحت رحمة إسرائيل وفي نطاق تحكمها وسيطرتها التامة.
وعندما يطرح ليبرمان مسألة التبادل السكاني إلى جانب تبادل الأرض، فإنه يهدف أيضاً إلى التخلص من كتلة فلسطينية تساوي ثلث عدد الفلسطينيين في إسرائيل وتشكل المنطقة التي يعيشون فيها منذ أكثر من خمسة أو ستة آلاف سنة بصورة منتظمة، نقطة ضعف جيواستراتيجية لإسرائيل، عدا عن أن هذه الكتلة بالذات لها مواصفات اجتماعية وثقافية (من وجهة النظر الإسرائيلية تجعلها أكثر تماسكاً وأكثر تمسكاً بهويتها القومية. أي أن ليبرمان يهدف إلى ضرب عدة عصافير بحجر واحد وكل ذلك من أجل إغلاق مربعات الدولة اليهودية.
ليبرمان يريد أن يدفع الفلسطيني الثمن سلفاً، ويريد للدولة اليهودية أن "تنجز" مرحلة استراتيجية كبيرة (التخلص من سكان المثلث) في ظل المخطط القائم والجاري تنفيذه على صعيد النقب لكي يصار إلى العودة لمخططات تهويد الجليل.
إسرائيل بهذا المعنى تحديداً ووفق منظور ليبرمان تضع يهودية الدولة على جدول الأعمال التنفيذي دون الاكتفاء و"الاطمئنان" إلى الاعتراف الفلسطيني أو الركون إلى دعم الإدارة الأميركية لهذا المطلب.
إذن أفكار ليبرمان هي أفكار استكمالية وتكاملية لمقولة يهودية إسرائيل، وهي أفكار لا تكتفي بإقرار المبدأ، وهي في نهاية الأمر "مطمئنة" إلى "حقيقة" مؤكدة قوامها التجمعات السكانية الفلسطينية خارج حدود الدولة اليهودية ستبقى تحت السيطرة والحكم الإسرائيلي، والتجمعات المتبقية من الفلسطينيين داخل "حدود" الدولة اليهودية هم تحت السيطرة والتحكم و"القوانين" التي تحولهم بصورة دائمة إلى مجرد هوامش اقتصادية واجتماعية وثقافية إضافة إلى وضعهم دائماً تحت سيف التهجير إذا لزم واقتضى الأمر.
جزء من اليمين الإسرائيلي يدرك أبعاد التناقض ما بين فرض الدولة اليهودية وما بين "ديمقراطية" الدولة أو جزء آخر لا يولي لهذه المسألة لا الأهمية الكبرى ولا الأولوية، في حين أن بعض أوساط اليمين يرى أهمية كبيرة لهذه المسألة، وهذا هو بالذات ما يفسّر أفضلية الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة من جهة وأهمية "التهجير" المتفق عليه في اطار فكرة التبادل السكاني من جهة أخرى.
أفكار اليمين الإسرائيلي من مختلف الأصول والمنابت تتفق على حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية ولكنها أيضاً تتفق في حجم الوهم الذي يعشعش في عقول هذا اليمين.
أوهام اليمين الإسرائيلي سواء بالاعتراف الرسمي بيهودية الدولة من قبل الشعب الفلسطيني أو القبول بتهجير أهلنا في المثلث تصل إلى ما يفوق الشعوذة السياسية، وما يتجاوز الهلوسة الفكرية.
اليمين الإسرائيلي يسقط سقوطاً مدوّياً في امتحان الجدارة الفكرية والسياسية، وهو يعكس مرحلة احتضار نهائي، وعليه أن يشهر سيوف القتال ويتحول إلى الدولة الفاشية السافرة، إذ لم يعد أمامه غير هذا المصير.


za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024