الأسير المريض ناهض الأقرع صرخة تهز الانسانية - خضر شعت
كل يوم نستقبل أخباراً مؤلمةً حول الأسرى المرضي وتدهور وضعهم الصحي، وكل يوم تتجدد الآلام وتقشعر الأبدان وتنتفض النفوس غضباً على الاحتلال وعلى القصور الدولي، وتكتوي ضمائرنا بحثاً عن وسيلة لإنقاذ الأسرى المرضي.
وهذه المرة لم يردنا الخبر من مصادر وزارية أو طبية أو إعلامية، جاء الخبر بشكل جديد مؤثر، حين كنت أهاتف أم الأسيرين ضياء ومحمد الأغا لأطمئن عليها وعلى ابنيها الأسيرين بعد أن زارتهما، حيث كالمعتاد أطمئن عليها وعلى ضياء ومحمد وكل الأسرى، لكن هذه المرة نقلتني أم ضياء إلى عالم جديد من الألم، حين قالت أن الزيارة التي نعتبرها المكان الوحيد للفرح والأمل ولقاء الأهل ولهفة الشوق والحنين، تحولت إلى جرح مؤلم ومبكي ومقلق.
قالت لي أم ضياء بدأت الزيارة كعادتي أطمئن على ابناي ضياء ومحمد ورفاقهم الأسرى وانقل لهم سلامات رفاقهم خارج السجن، لكن هذه المرة ضياء ومحمد ورفاقهما الأسرى كان بالهم مشغولاً وعيونهم تتجمر حرقةً وكلماتهم تغص بالألم، لأن رفيقهم الأسير المعاق المريض ناهض الأقرع المبتور الساقين لم يتمكن من الحضور كعادته لرؤية أهله، لي لا يعرفون حقيقة وضعه الصحي المتدهور، كما أن كرسيه المتحرك لا يوجد له سناد للظهر ومن الصعب أن يستخدمه.
وظل أهله ينتظرون على شباك الزيارة فزاد القلق، وانقلبت الزيارة من لحظة فرح وأمل ينتظرها الأسير وأهله ليرفعوا معنويات بعضهم بعضاً، ويتبادلوا قيم الصبر والصمود والثبات، لكن هذه الزيارة أصبحت مجالاً للقلق لأهل الأسير ناهض كما كل أهالي الأسرى المرضى، لماذا تأخر؟ هل استشهد دون أن نعلم؟ أم تدهورت صحته لدرجة يصعب إحضاره للزيارة؟ نعم كانت لحظة مقلقة ومؤلمة لعائلة الأسير ناهض ولكل أهالي الأسرى وخاصةً المرضى منهم.
وقبل انتهاء المدة المتاحة للزيارة فجأة دخل الأسير ناهض محمولاً على كرسيه من قبل سجانيه، فتناثرت الدموع والأحزان في المكان، وشاهد الأسرى والأهالي مأساة إنسانية وجريمة حقيقية، شاهدوا الأسير ناهض وأهله لدقائق يبحرون في صمت عميق، سموها إن شئتم زيارة الآلام، فلم يتبادلوا فيها السلام بالكلام، ولم تحتمل عقولهم وأفئدتهم استجماع شيء سوى اعتصار الدموع.
لقد تمنى أهل الأسير لو أن الزيارة لم تحدث، ولكن كيف سيطمئنون على ابنهم، هنا تأتي الإجابة، أنه لا اطمئنان على الأسرى إلا بتحريرهم ليس لانقاذ حريتهم بل لانقاذ حياتهم كلها، نعم الأسير ناهض والأسرى المرضى هم أحٍياء، لكنهم في السجن هم أحياء على قيد اللا حياة، ينتظرون الموت في مقابر الأحياء، فهناك في داخل السجن تتوقف الحياة ولا تبدأ إلا بالحرية.
فالأسير ناهض الأقرع عمره 42 عام، ومحكوماً مؤبد مدى الحياة، ويعاني من التهابات حادة في ساقيه المبتورتين وامتد الالتهاب إلى بقية جسده، مما شكل خطراً حقيقياً على حياته، وصحته في تدهور مستمر، ويأخذ مسكنات قوية تؤدي للإدمان، علماً بأن ساقه الأولى بُترت قبل الاعتقال نتيجة إصابته من قبل عناصر حماس بغزة، وساقه الأخرى بُترت خلال الاعتقال على مرحلتين نتيجة استمرار الالتهابات، وأيضا نتيجة الإهمال الطبي من قبل إدارة السجون الإسرائيلية.
ومن المؤلم أن نذكر أن أطباء سجن الرملة أخبروه بضرورة زراعة أطراف صناعية لوقف انتشار هذه الالتهابات، ولكن إدارة السجن طالبته بدفع تكاليف زراعة الأطراف، وهو بحاجة أيضاً لكرسي متحرك، فالكرسي الذي يستخدمه الآن لا يوجد له مسند خلفي للظهر، مما سبب للأسير المعاق المريض ناهض الأقرع مضاعفات وآلام مستمرة، وأصبحت صحته تحتاج للتدخل والإنقاذ العاجل هو كافة الأسرى المرضى، والإنقاذ هنا لا يعني العلاج وانما الحرية .
haوهذه المرة لم يردنا الخبر من مصادر وزارية أو طبية أو إعلامية، جاء الخبر بشكل جديد مؤثر، حين كنت أهاتف أم الأسيرين ضياء ومحمد الأغا لأطمئن عليها وعلى ابنيها الأسيرين بعد أن زارتهما، حيث كالمعتاد أطمئن عليها وعلى ضياء ومحمد وكل الأسرى، لكن هذه المرة نقلتني أم ضياء إلى عالم جديد من الألم، حين قالت أن الزيارة التي نعتبرها المكان الوحيد للفرح والأمل ولقاء الأهل ولهفة الشوق والحنين، تحولت إلى جرح مؤلم ومبكي ومقلق.
قالت لي أم ضياء بدأت الزيارة كعادتي أطمئن على ابناي ضياء ومحمد ورفاقهم الأسرى وانقل لهم سلامات رفاقهم خارج السجن، لكن هذه المرة ضياء ومحمد ورفاقهما الأسرى كان بالهم مشغولاً وعيونهم تتجمر حرقةً وكلماتهم تغص بالألم، لأن رفيقهم الأسير المعاق المريض ناهض الأقرع المبتور الساقين لم يتمكن من الحضور كعادته لرؤية أهله، لي لا يعرفون حقيقة وضعه الصحي المتدهور، كما أن كرسيه المتحرك لا يوجد له سناد للظهر ومن الصعب أن يستخدمه.
وظل أهله ينتظرون على شباك الزيارة فزاد القلق، وانقلبت الزيارة من لحظة فرح وأمل ينتظرها الأسير وأهله ليرفعوا معنويات بعضهم بعضاً، ويتبادلوا قيم الصبر والصمود والثبات، لكن هذه الزيارة أصبحت مجالاً للقلق لأهل الأسير ناهض كما كل أهالي الأسرى المرضى، لماذا تأخر؟ هل استشهد دون أن نعلم؟ أم تدهورت صحته لدرجة يصعب إحضاره للزيارة؟ نعم كانت لحظة مقلقة ومؤلمة لعائلة الأسير ناهض ولكل أهالي الأسرى وخاصةً المرضى منهم.
وقبل انتهاء المدة المتاحة للزيارة فجأة دخل الأسير ناهض محمولاً على كرسيه من قبل سجانيه، فتناثرت الدموع والأحزان في المكان، وشاهد الأسرى والأهالي مأساة إنسانية وجريمة حقيقية، شاهدوا الأسير ناهض وأهله لدقائق يبحرون في صمت عميق، سموها إن شئتم زيارة الآلام، فلم يتبادلوا فيها السلام بالكلام، ولم تحتمل عقولهم وأفئدتهم استجماع شيء سوى اعتصار الدموع.
لقد تمنى أهل الأسير لو أن الزيارة لم تحدث، ولكن كيف سيطمئنون على ابنهم، هنا تأتي الإجابة، أنه لا اطمئنان على الأسرى إلا بتحريرهم ليس لانقاذ حريتهم بل لانقاذ حياتهم كلها، نعم الأسير ناهض والأسرى المرضى هم أحٍياء، لكنهم في السجن هم أحياء على قيد اللا حياة، ينتظرون الموت في مقابر الأحياء، فهناك في داخل السجن تتوقف الحياة ولا تبدأ إلا بالحرية.
فالأسير ناهض الأقرع عمره 42 عام، ومحكوماً مؤبد مدى الحياة، ويعاني من التهابات حادة في ساقيه المبتورتين وامتد الالتهاب إلى بقية جسده، مما شكل خطراً حقيقياً على حياته، وصحته في تدهور مستمر، ويأخذ مسكنات قوية تؤدي للإدمان، علماً بأن ساقه الأولى بُترت قبل الاعتقال نتيجة إصابته من قبل عناصر حماس بغزة، وساقه الأخرى بُترت خلال الاعتقال على مرحلتين نتيجة استمرار الالتهابات، وأيضا نتيجة الإهمال الطبي من قبل إدارة السجون الإسرائيلية.
ومن المؤلم أن نذكر أن أطباء سجن الرملة أخبروه بضرورة زراعة أطراف صناعية لوقف انتشار هذه الالتهابات، ولكن إدارة السجن طالبته بدفع تكاليف زراعة الأطراف، وهو بحاجة أيضاً لكرسي متحرك، فالكرسي الذي يستخدمه الآن لا يوجد له مسند خلفي للظهر، مما سبب للأسير المعاق المريض ناهض الأقرع مضاعفات وآلام مستمرة، وأصبحت صحته تحتاج للتدخل والإنقاذ العاجل هو كافة الأسرى المرضى، والإنقاذ هنا لا يعني العلاج وانما الحرية .