عندما كانت الأرض قضيتنا- عماد أبو سته
عندما كانت الأرض قضيتنا توحد الشعب الفلسطيني وثار في وجه العدو الصهيوني ليسجل أطهر حالة ثورية شارك فيها كل الشعب الفلسطيني في كل مكان وبكل الألوان السياسية معلنا تحديه للغطرسة الصهيونية فهب موحدا في رسالة للعدو الصهيوني بأجسادنا سنحتضن أرضنا فتمسكنا بهذه الأرض أكبر وأقوى من كل الجيوش ومهما مات الكبار فلن ينسى الصغار لأن حب وعشق الأرض في وريدنا في حروف أسمائنا في قلوبنا وعيوننا وسيأتي اليوم الذي نقتلعكم فيه ففي الثلاثين من آذار سنة 1976 قام العدو الصهيوني بمصادرة أكثر من 25 ألف دونما من قرانا العربية في الجليل ومنها عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها لإقامة المزيد من المستوطنات الصهيونية فتفجرت ثورة عارمة وأضربت مدن وقرى المثلث والجليل وسقط العديد من الشهداء فأصبح هذا اليوم منذ تلك الحادثة يوماً للمحافظة على الأرض الفلسطينية من التهويد ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني في الوطن وفي الشتات فجماهير شعبنا وفي كل أماكن تواجدها جعلت من هذا اليوم مناسبةً من أهم مناسبات التاريخ الفلسطيني تعلن فيه تمسكها بكل الأرض والوطن الفلسطيني فنقولها بصوت عال وإن غابت في قواميس البعض هناك على تلك الأرض كتب أجدادنا تاريخنا فكل كلمات التثوير لا تسوى حبة رمل وجسدنا الواحد ممزق فالأرض تنادينا والأرض تستصرخنا توحدوا لتنصروني فطال انتظاري ففي مثل هذا اليوم الأرض وحدتنا فهب الشعب الفلسطيني كافة لينتصر لهذه الأرض وتوحدت كل الجهود وكانت رسالة واحدة عكس ما نعيشه اليوم من تمزق وسقوط مبادئ الثورة وقد شارك في يوم الأرض الشعب الفلسطيني كافة ليشكل ذلك حالة فلسطينية تجمعت على حب الوطن على عشق هذه الأرض التي جبلت من عرق الأجداد ودماء الشهداء هناك حيث كانوا كانت تحدثهم الأرض انتم لي وأنا منكم هناك على هذه الأرض شجيرات تنادى أين من طال غيابهم عني أتذكروني أم غبت وغيبت عن ذاكرتكم هل تشتاقون لي فانا ما كنت سأنبت على هذه الأرض لولا أجدادكم فكم تعبوا وكم عانقوا الأرض بفؤوسهم وعند عطشي بحبات عرقهم كانوا يسقوني فالأرض تنادينا هبوا فانا لكم مهما أبعدتم وهجرتم عني فيوم الأرض مناسبة وطنية لاستنهاض الهمم للتمسك بهذه الأرض التي طردنا منها هذه الأرض التي عاش عليها أجدادنا فهناك في حبات الرمل كتب تاريخنا هناك في البيوت المهجرة قصة عشق تحن إليها قلوبنا هناك عاش أجدادنا فحينما نرى قرانا ومدننا التي هجرنا منها الروح منا تحتضنها فنقف صامتين وفى قلوبنا حلم العودة فهنا دعوة للكل الفلسطيني هل سنحيي يوم الأرض فى مهرجانات وندوات وبيانات كل ذلك لا يفيد نفعا إن لم ننتصر لها حقا بوحدتنا الوطنية فهذه الأرض لونها واحد كلماتي تملئها العاطفة والحنين لهذه الأرض لأننا حرمنا منها بفعل هذا العالم الظالم الذي يتغنى بحقوق الإنسان وهنا يقع على الإنسان أن ينتصر لنفسه لقضيته لوطنه وشعبه لأرضه والانتصار لن يكون إلا بوحدتنا فالأرض أكبر منا جميعا فهذه الأرض الطاهرة سالت عليها دماء شهدائنا الأكرم منا جميعا وعلى هذه الأرض عاش أجدادنا وفى باطن هذه الأرض ألف قصة بطل تستحق أن نقف عندها كثيرا لنعرف إلى أين وصل حالنا اليوم ففي هذا اليوم كل التحية لمن سالت دمائهم لهذه الأرض كل التحية لأسرانا الذين حرموا من الحرية ثمنا لهذه الأرض كل التحية للصامدين على هذه الأرض ومهما طال الزمن حتما سنعود بإذن الله