لا عودة بلا ثورة - سحر النحال
في مثل هذا اليوم الثلاثين من آذار (مارس) عام 1976، صادرت سلطات الاحتلال آلاف الدونمات من أراضي عرابة و سخنين ودير حنا وغيرها، لبناء المستوطنات وتوطين المستوطنين في سياق مخطط لتهويد الجليل. و منذ عام 1976 و نحن نواسي أنفسنا بالمظاهرات والمسيرات الشعبية في إشارة إلى أن الأرض لنا و حلم العودة ما زال حي بنا. نحيي ثورة "يوم الأرض" بأنشطة وفعاليات و مظاهرات متزامنة في أرجاء الوطن المحتل لتعيش فلسطين في الذاكرة و تنخر الأرض في قلوبنا وجعا و حبا يمتزج بالحنين و الغربة، وذلك تعويض تافه لغياب الأرض و السلاح و افتقاد الوحدة الوطنية و الفلاح فالأرض لا تحتاج ذكرى بل تريد ثورة. على طريق مدينتنا تهب رياح الحب كما نار الصباح و ينحني الشوق كخبز الطابون و ينبت الأمل من تحت ستار اليأس كزهر الليمون. و على ضفاف الوجع قال الشاعر محمود درويش: "يا جرحي المكابر وطني ليس حقيبة و أنا لست مسافر إنني العاشق، و الأرض حبيبه" في حقيقة الأمر لا تسعفنا الحروف حين نتحدث عن حب الأرض الذي ولد فينا قبل أن نولد، فما زال يتدفق الوجع على أرضنا المنكوبة فتكثر الصور و نغيب نحن عن الوطن عن رائحة الليمون و الزيت و الزيتون عن نسائم يافا، و جمال حيفا، عن ساحل عكا و الرملة و طبريا عن رائحة بيارات البرتقال و خبز الكدح عن الثورة والبندقية. لماذا لا نلحق بمركب الثورة و الحرية لماذا نحيي ذكرى يوم الارض بانتفاضة ضد مصادرة إسرائيل لأراضينا لماذا نقف أمام الأرض بشريط ذكريات بصور بمسيرات بمظاهرات لماذا لا نخرج بثورة لنبقى هنا تمر الأعوام من عمري و أنا أحلم بان احمل بارودة و أخرج في ثورة و لكن سرعان ما اكتشف بأنهم صادروا البارود و قتلوا فلاح القمح على الحدود أخاف الموت دون أن أخرج ثائرة على من صادر الأرض و وضع القيود أخاف الموت بعيدا عن القدس و رام الله و حيفا و يافا و طبريا و الناصرة و عكا و صفد و بئر السبع و الجليل و الرملة . تأتي هذه الذكرى في ظل المخططات الاستيطانية، لكن ما زالت حناجر الشباب المتمردة تصدح باسم الأرض لتسطر بدمائهم سجل تاريخ يأبى النسيان و ما زال الناشطون يتدافعون في تخليد تلك الذكريات على أمل أن تصل صرخات الأرض لسماسرة الوطن و لقيادات العرب المتناسين للقضية. فليكن يومنا هذا انتفاضة يوم غضب الجماهير الفلسطينية في وجه المحتل الذي ما زال يحوم في أرضنا، فليكن يوم العودة إلى فلسطين سيدة الأرض أم البدايات و أم النهايات.
ha