'سواد'...صرخة محمد بكري الإنسانية ضد القهر والظلم
احتضن مسرح وسينماتك القصبة في رام الله، مساء اليوم الثلاثاء، العرض الأول للفيلم الروائي القصير 'سواد' بحضور مخرجه الفنان محمد بكري، وجمهور من السينمائيين والكتّاب والإعلاميين ورواد السينما.
ويصور الفيلم على مدار 8 دقائق الكابوس الذي يعيشه إنسان فقير يبيع ابنته مقابل الحصول على قليل من المال ليشتري فيه الطعام لباقي العائلة التي تتضور جوعاً تحت الحصار والقصف.
وأوضح الفنان بكري الجدل الذي دار حول الفيلم بعد سرقته ونشره على موقع 'يوتيوب' قبل أن ينتهي من وضع اللمسات الأخيرة عليه، ويختار له الاسم المناسب.
وكانت النسخة غير النهائية والمسربة للفيلم تحمل اسم 'يرموك-أي يقذفوك'، حيث جرى ربط موضوع الفيلم بمعاناة الفلسطينيين في مخيم اليرموك في سوريا، الأمر الذي أثار موجة من النقد اللاذع للعمل ولمخرجه بصورة شخصية.
وقال بكري: 'هذه هي النسخة النهائية للفيلم، حيث تم اختيار اسم (سواد) وجرى حذف بعض المشاهد أثناء المراجعات النهائية للفيلم'.
ونجح بكري بجمع أكثر من قصة من قصص الحروب في فيلم قصير واحد، حيث يبرز الفيلم قصص الحصار والجوع والخوف والاستغلال والقهر، في قالب أنساني درامي مؤثر.
وأضاف: 'الفيلم هو صرختي الشخصية ضد اقتتال الأخوة، ومن أجل المصالحة ونصرة المظلومين المقهورين'.
وعبر عدد من الحضور في مداخلاتهم التي أعقبت عرض الفيلم، عن تقديرهم واحترامهم للعمل الذي قدمه بكري، معربين عن تضامنهم معه في وجه موجة الشتائم والتخوين التي يشنها عليه عدد من الكتّاب والسينمائيين.
وأشاد المخرج جورج خليفي بالعمل من حيث المؤثرات الصوتية والتصوير بالأبيض والأسود والعمل السينمائي بشكل عام، موضحاً أن إخراج فيلم قصير أصعب بكثير من الأفلام طويلة المدة.
والجدير ذكره أن محمد بكري، ممثل مسرحي وسينمائي ومخرج فلسطيني من قرية البعنة في الجليل، ومن أفلامه الوثائقية التي لاقت صدى كبيرا، 'جنين...جنين'، و'من يوم ما رحت'، و'زهرة'.