وماذا بعد...؟؟؟ معركة شعبية وديبلوماسية متناغمة ومنسجمة خيارنا وردنا. - محمد العابد
يجب ان لا يغيب عن بال احد منا بان نتنياهو ومنذ تسلمه ادارة سلطة الاحتلال، عمل على تقويض السلطة من دورها ومفهومها,.حتى وفق مفهوم اوسلو,..وحولها لمجرد ادارة بلدية ليس اكثر واعاد الادارة المدنية الاحتلالية بلا ادنى شك!!
وما عقوبات نتنياهو الاخيرة بكل مسمياتها (وقف تحويل أموال الضرائب،وسحب بطاقات الشخصيات المهمة من رجال ومسؤولي السلطة،ثم قطع العلاقات مع مؤسسات السلطة ووزاراتها) الا فعل عدواني جانبي اذا ما قيس بالعدوان الحقيقي والاستراتيجي على ارضنا وشعبنا!!!
فمنذ إعلان الرئيس محمود عباس عن تقدم السلطة لطلب عضوية دولة فلسطين في خمس عشرة معاهدة ومنظمة دولية الأسبوع الماضي، ونقصد بذلك الإجراءات الاحتلالية المقيتة الخاصة بإطلاق الاستيطان، فمنذ أيام وإسرائيل تشن حملة مسعورة بمصادرة الأراضي في الضفة الغربية والقدس، وكان آخر تلك الإجراءات الإعلان عن مصادرة نحو ألف دونم من أراضي بيت لحم.
وذلك هو الخطر الاكبر ما يستدعي ردود افعال اقسى صرامة وحدة ليس اقلها استكمال انضمامنا لكل المؤسسات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية بل العمل وبالسرعة الممكنة لتحريك الشارع وقيادته نحو مواجهة شعبية جماهيرية عارمة وهو ما اسميناه المقاومة الشعبية السلمية خيارنا الوطني المجمع عليه، فالمعركة على الارض والمواجهة المفتوحة مع الاحتلال وادواته اشد تاثيرا وفعالية اذا ما قورنت مع اي فعل اخر وبالذات حين تستثمر سياسبا وتتناغم مع هجوم ديبلوماسي مدرك للغايات والاهداف.
وهنا يجب ادراك حقيقة لا بد منها ..لا للعسكرة واستخدام السلاح واتباع العاطفة حتى وان جن الاحتلال كعادته وطغى في نشر الموت واصر على الدم فالمعركة بالصدور العارية والقلوب المؤمنة بحقنا في الحياة والحرية والدولة والاستقلال والعمل السياسي المسؤول ستراكم انجازات سريعة لن تكون الا كنس الاحتلال وعزله وتدمير بنيته وزلزلة اركانه. وبناء الدولة وتجسيد السيادة.
ونحن نملك في هذا الاطار اجماع كل احرار العالم واسنادهم ودعمهم وتعاطفهم وتضامنهم.. فنحن نناضل ضد احتلالنا وعبوديتنا وقهرنا وليس ضد وجود دولة اعترفنا بوجودها منذ عشرين عاما. فالاحتلال وحكومته وكل مقوماته واذرعه هو ما نرفض ونجابه ونعلم انه يسعى من خلال ما يراه هو من ان المفاوضات ليست اكثر من قبولنا به واقعا وبالاستيطان والتهويد ومصادرة الاراضي عنوانا يجرياستثمار الوقت والجهد لتعزيزها، فان معركة الحسم الميداني الفلسطيني يجب ان تبدأ بشموليتها وتنظيمها وقيادتها واستمراريتها سلمية شعبية متناغمة مع الحراك السياسي والدبلوماسي وعلى كل المستويات. والتفاوض على ترتيبات الانسحاب وانهاء الاحتلال ليس الا. فشعبنا العظيم الرائع يعي دوره ويتناغم ويدعم ويحمي قرار قيادته برفض شروط الاستسلام والتسليم بالرؤية الاحتلالية ومستعد لخوض معركة حريته حتى النهاية .
وعلى كل قوى الشعب الفلسطيني واطره ومنظاته ومحركاته التوحد خلف القيادة وتبني خياراتها وعدم البحث عن مصالح حزبية ضيقة ستكون على حساب الوطن وقضايا شعبنا.
فالمسالة ليست وقف المفاوضات او تمديدها وحتى تجميدها او تحسين شروطها وليست ردا عصبيا على خطوات نتنياهو بل انها معركة الحرية المفتوحة على السيادة والاستقلال وانهاء الاحتلال وكنسه.