حق العودة ..إلى أين ؟؟ - هنا الطريفي
المأساة هي اكبر من ذلك بكثير،.. والمؤامرة اوسع مما قد نتوقعها،.. فرغم فشل كل المحاولات الماضية بتاريخ المواجهة مع العدو،الصهيوني لتصفية المخيم الفلسطيني الذي اصبح رمزا لمعاناة اللاجيء الفلسطيني،... واصبح هذا المخيم ايضا رمزا نضاليا على طريق العودة،... ورغم كل المجازر ومحاولات التوطين والضغوطات والتجويع والحصار الا ان اللاجي الفلسطيني ابى الا ان تكون فلسطين عنوانه،... وما حصل في العراق من ملاحقة اهلنا وابنائنا واخوتنا امام مرأى العالم وسكوته امام جرائم ضد الانسانية،..ومايحصل الآن في سوريا من محاولة زج المخيم في الصراع وتحويل عنوانه إلى مربع معاناة الجوع وتحويل البوصلة ليصبح هدف اللاجيىء الهروب من الموت والقبول بأي حل من أجل رغيف الخبز .... ,,, وما إستقرار المخيمات في الأردن إلا ورقة قد يتم التلاعب بها لو اتخذ قرارا بإشعال نار الفتنة ضمن حل من الحلول ,,,كل مايحدث بمخيماتنا الفلسطينية . ,,تؤكد على حجم المؤامرة التي تحاك ضد الحق الفلسطيني،... فالتوطين لن يكون حلا،,,, لان الفلسطيني لن يقبل ذلك،,,, واما استمرار المخيم واستمرار التجمعات الفلسطينية تشكل خطرا على وجود الكيان الصهيوني لأنها ستبقى الناقوس الذي سيدق دائما عبر المواثيق والقوانين الدولية بأن هناك حقا ضائع وأصحاب حق يجب ان يعودو ,,. فكان لا بد من البحث عن طرق اخرى قد تساهم في تفتيت الشعب الفلسطيني وتقسيمه، تمهيدا لتصفية قضيته،.... فاسرائيل تمارس على الارض الفلسطينية دورها بتثبيت التجزئة الجغرافية واليمغرافية بين 48- 67،, القدس،, الضفة الغربية وغزة، ..شمال الضفة وجنوب الضفة،,,, كنتونات عدة، ..اما بالشتات الحصار ومنع فرص العمل، ,,التجويع والملاحقات،,, قد تساهم بتشتيت الفلسطيني الى دول اخر بحثا عن فرص عمل وعن مصادر رزق ليواصل الحياة،,, ليعيش بكرامة،,, مما يضطره للهجرة من المخيم الى الدول الاسكندنافية،,, الى كندا،,, الى اي دولة بالعالم، ..المهم يريد أن نعيش حياتنا بعيدا عن الظلم .... اما التجربة العراقية والملاحقات لابناء فلسطين بالعراق ومنعهم من الاستقرار بالدول العربية التي لجئوا اليها لم تكن اكثر من مؤامرة لابعاد هؤلاء اللاجئين الى اقطار بعيدة،,, يصعب العودة منها الى فلسطين او الاقطار العربية،,, لا جوازات سفر لديهم،,,, لا امكانيات اقتصادية،,,, بالتاكيد سيحترمون من حكومات الدول الجديدة التي ستمد لهم يد العون، وتقدم لهم الراحة والاطمئنانية .... الوضع اللبناني سيء للغاية،,, واي انفجار به سيكون المخيم بالتاكيد هو الهدف والمستهدف من معسكر الاعداء،,, وعدم استقرار بسوريا سيدفع الفلسطيني ثمنا باهضا مقابل ذلك،... مما يحول قضية اللاجي والمخيم الفلسطيني من قضية سياسية وطنية بحته الى قضية انسانية تلاقي شفقة من دول العالم وحكوماتها وشعوبها،,,, فالفلسطيني بالتاكيد سيدفع ثمن مواقفه والتي تتمثل اولا بتمسكه بوطنه وحقه بالعوده،,,, وثانيا ثمنا لموقف سابق له بالدولة التي عاش بها،,,, حيث ستلاحقه فرق من مليشيات الموت التي ستشكل والتي ستحاسبه على مواقفه،,, وتحمله مسؤولية خراب الدولة،,, ان معاناة الشعب كان سببها اللاجيء الفلسطيني الذي عاش بها عشرات السنوات،,, او معاقبته لموقف مسؤول او قائد فلسطيني مؤيد او معارض،,, حتى السكوت،,,, الفلسطيني يدفع ثمنه..... لا بد من التنبيه ان المخطط والمؤامرة التي تستهدف اللاجيء الفلسطيني،.. ونقله الى مسافة بعيدة عن فلسطين،.. تتوجب منا كفلسطينيين البحث عن اشكال نضاليه جديدة،,, لان الفلسطيني لن يعيش بمخيم بهذه الدول الجديدة،,, ولن يكون هناك مخيما رمزا للنضال والمقاومة، ,,,فاذا لم تتمكن اسرائيل من تذويب اللاجئين الفلسطينيين بالمجتمعات العربية،,,, فبالتاكيد تسعى جاهدتا الى تذويبهم بالدول الجديدة التي سينتقلوا اليها،,,, فاندماج الفلسطيني بالمجتمعات الجديدة ستكون اسهل من اندماجها بالمجتمعات العربية،,,, ومن هنا ننبه الى خطورة ما قد يحصل مستقبلا باتجاه المخيم بلبنان او سوريا،,,, وتقع على عاتق قيادتنا الفلسطينية والقوى والفصائل وكل اصحاب الشأن بالعمل الجاد من اجل تلاشي وتجنب ما هو اخطر من ذلك،,,, وقبل ان يتم بناء جسرا جويا بين المطارات العربية ومطارات امريكا اللاتينية.,,,,