السيدة خالدة جرار وما بها من نعمة .... هل لأسلو علاقة بها - محمود عبد اللطيف قيسي
ككثيرين من بين أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية فوجئت بكلمة السيدة خالدة جرار عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمام المجلس المركزي ، والتي يبدوا أنها وطوال الجلسات لم تكن تفكر قطعيا بكيفية إثراء الجلسات وتقديم ورقة عمل تقدم شيء للقضية الفلسطينية ، وبخاصة في هذه المرحة المصيرية التي تحتاج أكثر ما تحتاج لموقف موحدة ولمصالحة حقيقية ولأعمال رائدات ترفد النضال والصمود الفلسطيني أمام الغطرسة والاستيطان والصلف والإرهاب الإسرائيلي المتمدد والمستمر .
نعم فوجئت ككثيرين غيورين على القضية وحريصين عليها وخائفين عليها من الفناء بظل الفرقعات الإعلامية والخربطات السياسية والخزعبلات بالمواقف ومن ردّات أفعال بعض الشخوص الممثلين لكيانات أو فصائل مدموغة بالكراهية لمنظمة التحرير الفلسطينية محاولين دائما نسف وحدانية تمثيلها ، وبالحقد ومحاولة الطعن بالظهر دائما لرفاق السلاح والنضال ، صحيح أن السيدة جرار هي من الفلسطينيات الحريصات على مستقبل قضيتها لكنها قد تكون غير متمكنة من الخصوصية التي تمتاز بها هذه القضية التي تتقاذفها الأيادي وتحاول النيل منها بعض العضلات والألسن ، وهي لا تقع بدائرة من يتصيدون للمسيرة النضالية الفلسطينية ، لكنها أربكت الموقف وفاجأت الجميع عندما وصفت بمداخلتها اتفاقية أوسلو بالخيانية ، وبإصرارها على هذا الموقف رغم معرفتها بقرارة نفسها أنها ليست كذلك وأن ما بها من نعمة هي بسببها ، ويقينها أنّ المفهوم الذي استخدمته يعني لغة واصطلاحا أن الطرف الفلسطيني الموقع عليها هو خائن وعميل .
وبغض النظر عن رأي الجميع بهذه الاتفاقية الخلافية بسبب طبيعة الطرف الإسرائيلي الخائن الموقع لها وهو الأقوى والمدعوم بحبل الناس جميعا ، والتي كانت ستكون موصلة للنتائج المرجوة لو كان الطرف الآخر الموقع عليها دولة استعمارية احتلت الأرض وسترحل كما كانت حال الكثير من الدول العربية الأكثر حظا ، لكنها ولأنّ دولة إسرائيل الخصم اللدود غير الطبيعي تشكل أبشع حالة استعمارية استيطانية ولأبشع حالة عنصرية لشعب دولة يعتبر الأرض ملكا وحقا له ، فإن هذه الاتفاقية يمكن إدراجها بالاجتهادات السياسية التي قد تندرج تحت بند أخطاء سياسية غير مقصودة ، لذلك أمر مفهوم أن تكون النظرة لهذه الاتفاقية من وجهة نظر كثيرين سعوا لنيل الحقوق بظل العجز العربي عن المواجهة والنصرة على أنها اتفاقية خطأ وقعت مع الطرف الخطأ وبالزمان الخطأ وبالمكان الخطأ ، وللأسف مع الضامن ( الكفيل ) الخطأ .
أما سقوط السيدة جرار بوصف الاتفاقية بالخيانة مجازا وإشراكا لكل الموقعين عليها ووضعهم ببوتقة واحدة لغاية بنفس يعقوب كما يقولون وفقط لإرضاء تنظيمها الذي يكون دائما بمقدمة الساعين لحلول افتراضية وينكص على نفسه ومواقفه حال الاقتراب من دراستها أو تحقيقها ، والذي طالما كان وطوال فترة الأزمة إلى جانب خيار حركة حماس الانشقاقي وليس المقاوم ، وهي حتى بعد المصالحة تخلت عن برنامجها نحو الوحدة ، أو لإرضاء قاعدتها الشعبية وذلك لقرب الانتخابات التشريعية ، ومعرفة ويقين اللواء جرار أن الانتخابات هذه المرة قد لا تعيدها لواجهة التشريعي أو تفرز أي من رفاقها بسبب دخول أطراف لها ثقلها ووزنها الجماهيري كبدائل لأطراف عديدة قليلة الحجم والتأثير والجماهيرية لطالما قدمت برامج جافة لم تغني ولن تسمن من جوع .
وصف لا ينسجم مع الواقع ولا مع قواعد النضال الفلسطيني بأي صلة لأنّ الطرف الفلسطيني المفاوض هو مناضل ومقاوم يمارس النضال السياسي في أهم ميادين النضال المواجهة ، فلربما كانت السيدة جرار تقصد خيانية من الطرف الإسرائيلي ونأمل أن يكون هو المقصود ، والذي خان وما زال يخون كافة الاتفاقات الموقعة بين الفلسطينيون ودولة الاحتلال والاستيطان والإرهاب الصهيونية ، أما وصفها بالخيانية للطرف الفلسطيني دون الإسرائيلي تحديدا واعتقد أنها كانت تقصد ما تقول ، فهو لا ينبغي لها ولا يجوز أن تتلفظ بها ، خاصة وهي تعلم أنّ الطرف الآخر الموقع للاتفاقية هو مدرسة النضال الفلسطيني والعربي والعالمي ومعلمها ، وانه لولا أوسلو التي ركب موجتها الكثير من الفصائل الصغيرة ، وما جنوا العز والمعزة التي يتمتع بها كثيرين كما جرار نفسها والتي هي من نتائج اتفاق أوسلو اللعين .
وحتى نصدق وصف السيدة جرار للجانب الفلسطيني بالخيانة لتوقيعه اتفاقية خيانية كما وصفت هي وقالت علنا ، فعليها ولتثيت مصداقيتها جماهيريا وتنظيميا إعادة كل ما حصدته بفعل أوسلو وسهلة تحديد هذه لأنها وكما وصفتها خيانة ، وعليها ألا تترشح لانتخابات التشريعية القادمة لأنها وكما وصفتها خيانة ، وان تعتذر عن السنوات السابقة التي قضتها بعرش التشريعي وأيدت فيها الكثير من القرارات السياسية وغيرها لأنها كما وصفتها خيانة ، وكثيرة هي الأمور والمواقف التي يجب أن تعتذر عنها السيدة جرار وتتخلى عنها أمام الشعب الفلسطيني لأنها جاءت بعد اتفاقية أوسلو التي وصفتها بالخيانة .
مسكينة هذه الاتفاقية التي يمكن وصفها بالخطأ لأنها وقعت مع الطرف الخطأ الخائن النذل الإرهابي الجبان ، والتي كلما أراد احد أن يعبر للغني والحصاد والشهرة حضنها ومر من تحت إبطها ، وكلما أراد أن يبحر بعيدا فارا بماله أو للتحضير لوضع جديد له ليرتقي أكثر أو ليحصد أكثر وصفها بالخيانة ، قاصدا النيل من فلسطيننا الغالية وليس تحطيم جدار دولة إسرائيل الكيان الخائنة !!! .