سقط النقاب - صافية العواودة
سقط النقاب (سقط النقاب عن الوجوه الغادرة// وحقيقة الشيطان بانت سافرة) هذا البيت من الشعر، كتبه في دفتر مذكراته مذيلا به موضوع عنوانه ( يوم الفرار ) وهو مطارد الى قوات الاحتلال، لكن الوجوه الغادرة لاحقته طوال سنين عمره النضالي، واحكمت قبضتها عليه بعد خروجه من السجن مع مرض نفسي ينهشه دون علاج، مع حرب نفسية تمارس عليه بأبشع الاساليب الشيطانية، وكأن منفذيها تخرجوا من اعتى كليات الحرب النفسية. دخل الرجل وكل ما فيه يشير الى ما يعصف بداخله، عرفت انه مكلف بمهمة من قِبل جلادين استهوتهم لعبة تشديد الخناق على رقبة من عبد الطريق بنضاله، واخذوا يتسلقون ليدوسوه بأقدامهم. جلس الرجل واخذ يتكلم بمنطق التهديد المبطن موجها كلامه لي مغتنم انشغال زوجي مع ضيف اخر. في البداية كان الكلام دروس في الاخلاق بطريقة مؤدبة، لأنني امرأة لا يجوز لي ان استنجد بالأجهزة الامنية لإنقاذ اخي من بين انياب مرض ينهشه دون علاج بعدما خرج من سجون الاحتلال، ثم وجه لي اتهام بانني انوي ارسال اخي الى مستشفى الدهيشة للأمراض العقلية، وكتابة تقارير كيدية، وقال: انهم اخبروا اخي بذلك، واخذ الرجل يهدد ويتوعد اذا جاء أي انسان ليأخذ اخي الى المستشفى سوف يعمل ويعمل، كنت استمع وانا مندهشة مما اسمع ، لأن حالة اخي لا تحتاج الى مستشفى امراض عقلية، وانا لم افكر مجرد تفكير في ذلك. أما التقارير الكيدية، طلبت من الرجل ان يذهب معي الى من ادعى انه اتصل ليخبرهم عن تلك التقارير التي اصبحت مسلسل لا ينتهي، لكن الرجل اخذ يتملص وغير مجرى الحديث، الرجل كان يسرد في كلام من نسج الخيال، وكأنني استمع الى حلقة من مسلسل على مستوى عالي من الاخراج. وتابع الرجل حديثه لا يعرف من اين يغرف مما في جعبته الى ان وصل به الامر يريد منعي من الذهاب الى بيت اخي، قلت له: ان من ارسلك في اعتقاده ان الهجوم خير وسيلة للدفاع، ولكن لك عهد علي اذا تزوج اخي لن ادخل بيته، لأنه سوف يكون عنده من يخفف عليه وحدته. بعد سماعه ما قلت، استرخت فرائصه وزال التوتر عنه، وكأنه انتصر في معركة الرجال قوامين على النساء.