في ذكرى النكبة ما زال شعبنا صامد حتى العودة- فراس الطيراوي- شيكاغو
في ذكرى النكبة السادسة والستين نقول لك : شموعُ الارض ِيا جلادُ لا تركعْ ... وَإِنْ تَفْقَأْ عيونَ الطفل ِاو تقلعْ ... فخذْ ما شئتَ من جسدي ... وكلْ ما شئتَ من كَبِدي... ومزق ْطفلنا ان شئتَ بالمدفعْ فلن نركعْ ... فإنْ مَرّتْ جَحافِلُكمْ ... وإنْ زَخّتْ ْقَنابِلُكمْ ... وَإِنْ ضاقتْ زَنازِنُكمْ ... فلن "نمشي" على اربعْ ، ولن نركع ... فَمِنْ جرحي شموسُ الأَرْضِ ياجلادَنا تَسطَعْ ... ومن ألمي وردُ الأَرْضِ يا سيافنا تطلعْ ... فإن تحرقْ وان تَشنقْ ... وان تَقلعْ وَإِنْ تَقطعْ ، فلن نركع ... فقلْ ما شئتَ عن ارضٍ زرعناها باكبادٍ جَبَلْناها ... حَفَرْنا - اسمَها- في جبهةِ الشمسِ ... رسمناها ... كتبناها ... رصفناها الى بوابةِ القدسِ ... فلو مرتْ سيوفُ القهرِ من حَلْقي ... ولو دسّوا جحيمَ الكونِ في عِرْقي ... فلن تَقوى على حقي ... لان الحقَ من أحدقِنا يَسطعْ ... فلن نركعْ الى اخر قصيدة شاعرنا الفلسطيني صبحي ياسين ، نعم لن نركع ما دام لنا طفل يرضع ، وعن حق عودتنا ابدا لن نتنازل فهذا حق ثابت لجميع الفلسطينين الذين طردوا من أراضيهم في فلسطين عام نتيجة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم واغتصاب ممتلكاتهم هم واولادهم مع التعويض الكامل عن الضرر المادي، والنفسي الذي لحق بهم نتيجة ذلك الاحتلال الغاشم ، فالتعويض الحقيقي هو عودتنا الى بلادنا الأصلية وهذا الحق هو حق مقدس لانه في وجدان كل فلسطيني ، وهو المطلب الاول رغم مرور ست وستون عاما من التشريد. كما هو حق قانوني كفلته شرعة حقوق الانسان والمعاهدات الدولية ، ولهذا لا يمكن التنازل عنه لانه أبدي على الصعيد الفردي والجماعي لا ينزعه احتلال أو معاهدة او اتفاق ولا يحق لأي كان التنازل عنه بالنيابة.
وقد أكدت القرارات الدولية حق اللاجئين في العودة الى ديارهم، وقراهم، ومدنهم التي هجروا منها عنوة بموجب قرار الجمعية العامة رقم الذي أكدته الامم المتحدة اكثر من مرات.
فغداة النكبة ، قال القادة الصهاينة الكبار يموتون والصغار سوف ينسون ، وهاي النكبة تدخل عامها السادس والستين ، واذا كان الكثيرون من الكبار قد استشهدوا او ماتوا ، فان اجيال الصغار ، جيلا بعد جيل ، لم تنس ، ولن تنسى.
ان النكبة ذاكرة شعب وذاكرة وطن لا تقوى الأيام على إطفاء شعلتها ، مهما اشتدت أعاصير التحديات ، وطال الزمن ، وكما قال سيد الشهداء ابو عمار تغمده الله وامطره بشأبيب رحمته طال الزمان ام قصر حتما ثورتنا ستنتصر.
ولا زال مفتاح الدار التي سلبت ذات يوم إرثا تتناقله الأجيال ، وأمانه في الأعناق ،ولا احد سيخون هذه الأمانة لانها ثابت من الثوابت ومن الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها او القفز عنها ، ودفعنا من اجلها الكثير -الكثير من دماء الشهداء الابرار ، وأنين الجرحى الأبطال ، واهات وعذابات الاسرى البواسل الذين ننتظر عودتهم ايضا بفارغ من الصبر.
وفي حسن الختام سنردد ونقول ما قاله شاعرنا " حسن البحيري " : سأرجع مهما ترامى البعيد ... ومهما توالت دجى الأزمن ... لأحمل أرضك بين الضلوع ... والثم تربك بالأجفن ... وان وقفت شامخات الجبال ... امام رجوعي الى موطني ... فهمة روحي لن تنثني ... وهامة عزمي لن تنحني .. وان الإرادة والتصميم على الثبات والرفض ، تنطلق من مقومات العقيدة في شعب تعلقت روحه بقدسية فلسطين وعرف ان التفريط فيها تفريط بهذا الدين فكانت صرخة شعب فلسطين صرخة هوية وعقيدة وكرامة.