الذكرى السادسة عشر لاستشهاد الحاج الحكيم/ زامل الوحيدي شهيد ذكرى النكبة الـ 50 - بسام الوحيدي
الرابع عشر من أيار لعام الفين واربعة عشر تعود بنا الذاكرة في هذا اليوم لعام الف وتسعمائة وثمانية وتسعين في الذكرى الخمسين للنكبة الفلسطينية تزامن معها استشهاد الحكيم/ زامل الوحيدي. لمن لا يعرف الحاج / زامل الوحيدي ، الانسانية عنده تجلت في موقفه البطولي اثناء انقاذه للطفل محمود ابن الثالثة عشر عندما اصيب بعيار ناري من قبل الاحتلال الاسرائيلي ، ليدفع الشهيد/ زامل الوحيدي حياته ثمنا لذلك . نقطة البداية من حيث انتهى الشهيد/ زامل الوحيدي من اداء فريضة الحج ، حيث انه مازال الباب مفتوحا امام المهنئين لكنه على ما يبدو اصر على عدم اغلاق هذا الباب ليتابع معه اداء فريضة هذا الوطن. في مثل هذا اليوم تصاعدت الاحداث وما كان من الحكيم/ زامل الوحيدي الا ان يتحرك نحو احتياج هذا الوطن اليه فاتجه الى معبر بيت حانون عندها سقط الطفل محمود وذلك عندما اصابه الاحتلال الاسرائيلي بعيار ناري تحرك مسرعا الحكيم/ زامل الوحيدي لانقاذه بجل التركيز هنا لانقاذ الروح الفلسطينية ، فالمقابل هناك من يتربص بروح فلسطينية اخرى تهمتها فقط انها تتسم بالانسانية والوطنية . استطاع الحكيم/ زامل الوحيدي ان ينقذ هذه الروح لكنه لم يجد من ينقذه من خمسة رصاصات في القلب من سلاح الغدر الاسرائيلي ، ورصاصة اخيرة في يده المستغيثة عبر جهاز الاستغاثة. بقى الباب مشرعا امام المهنئين للشهيد الحاج /زامل الوحيدي ليكون حاضرا مع عائلته الكريمة سيد الشهداء وصاحب الكوفية السمراء ياسر عرفات الذي استقبل الجموع التى حضرت الى عرس الشهيد ليقف ويقول لهم بأن هذه الجريمة النكراء التى قام بها جنود الاحتلال هي جريمة حرب الاولى من نوعها في العالم لان سيارات الاسعاف والطواقم الطبية لهم حماية دولية كفلتها الاتفاقيات الانسانية بالعالم حتي لو كانو في الحرب ولكن ان مثل هذه الجرائم لا يقوم بها الا من لا يؤمن بالسلام ولا يريد التزام بالمعاهدات الموقعة معه دولياً ولذلك ومن بيت الشهيد / زامل اقول لهم بأننا سنحاسبكم في المحاكم الدولية بإعتبار ما يقوم به جيش الاحتلال هو جرائم حرب ضد شعب اعزل .
اننا في هذا المقام الطاهر نمرر برقية عز وفخر الى اسرة الشهيد /زامل وعائلة الوحيدي ، فالمقابل سنبعث بسؤال لأروقة العدل الدولية ولمؤسسات حقوق الانسان لأول مرة يتم استهداف طواقم طبية من قبل الاحتلال الاسرائيلي ألا يستحق هذا الملف المتابعة والمسائلة؟ واخيرا سيبقي تاريخ 14-5-1998م تاريخ محفور في قلوب الشرفاء ونبراس يهدينا الى طريق الحرية والانتصار رحمك الله شهيدنا / زامل ورحم ابنك القائد الشهيد / سامح ورحم جميع شهداءنا الابرار والشفاء العاجل لجرحنا البواسل والحرية كل الحرية لاسرنا البواسل .