مفوض 'لأونروا': لاجئو فلسطين في سوريا يواجهون صعوبات شديدة
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى 'الأونروا' بيير كرينبول، إن لاجئي فلسطين في سوريا يواجهون صعوبات شديدة نتيجة النزاع المسلح.
وأوضحت 'الأونروا'، في بيان اليوم الخميس، أن تصريحات المفوض العام جاءت خلال الزيارة الأولى التي يقوم بها لسوريا في أعقاب تسلمه مهام منصبه، وذلك من أجل الإطلاع بنفسه على معاناة لاجئي فلسطين ومن أجل كسب التأييد لتوسيع سبل وصول المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن العديد من اللاجئين، في السنوات الأخيرة وغالباً بين عشية وضحاها، خسروا كل شيء، بدءا من بيوتهم وسبل معيشتهم وأعمالهم التجارية وحتى آمالهم.
وأضاف: وفي أوساط عائلاتهم، فقد واجهوا الموت والإصابة والاختفاء، وفي وقت يعيش فيه جيل آخر من الفلسطينيين صدمة النزوح، فإن وضعهم أصبح، من الناحية الإنسانية، لا يقل عن الوضع الكارثي وغالبا ما يتم التغاضي عنه.
وأكد كرينبول أن 'الضرورة الملحة تكمن في تحسين الظروف من أجل تسليم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها لمجتمعات اللاجئين المتضررة، وأن على كافة الأطراف أن تفهم بأن العملية الآمنة وغير المتقطعة والكبيرة لتوزيع الأغذية يجب أن تصبح هي القاعدة؛ وينبغي أن يتم السماح للأونروا بتقديم المستلزمات الطبية ومستلزمات النظافة والمياه والمواد الإنسانية الضرورية الأخرى للمدنيين في مخيم اليرموك، علاوة على العديد من المخيمات والمواقع الأخرى المحاصرة في سوريا'.
وفي لقاءاته التي أجراها مع المسؤولين في الحكومة السورية، بمن فيهم معاون وزير الخارجية والمغتربين حسام الدين آلا، ووزيرة الشؤون الاجتماعية، رئيسة اللجنة العليا للإغاثة كندة الشماط، والمدير العام للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب على مصطفي، أقر كرينبول بالدور الذي تقوم به السلطات السورية في تمكين الأونروا من تقديم المساعدات الإنسانية للاجئي فلسطين المتضررين من الأزمة في سائر أرجاء سوريا، إلا أنه شدد على أن هناك ضرورة لعمل المزيد.
وفي حمص وسط سوريا، زار المفوض العام منشآت 'الأونروا' والتقى بلاجئي فلسطين الذين تعرضوا للكثير من الصدمات على مدار السنوات الثلاث الماضية.
وقال كرينبول: 'نحن نستنكر المعاناة الإنسانية الهائلة التي لا داعي لها والتي لا تزال تؤثر على المجتمعات الفلسطينية والسورية'، مشدداً على الحاجة إلى الاستمرار في خدمات الأونروا العادية مثل توفير الصحة والتعليم والتكيف مع الوضع الحالي للنزاع وذلك من أجل تعزيز صمود لاجئي فلسطين.
وخلال تواصله الاجتماعي في اثنتين من مدارس الأونروا التي تأوي اللاجئين المشردين في مخيم جرمانا، استمع كرينبول لقصص معاناة اللاجئين وللإحساس بالخسارة وبانعدام اليقين الذي يشعرون به؛ وتعهد بأن تستمر الأونروا ببذل كافة الجهود لدعم ومساعدة لاجئي فلسطين، في هذا الوقت الذي يتسم بدرجة حادة من الضعف.
ولدى حديثه لموظفي الأونروا، الذين هم بمعظمهم من اللاجئين أنفسهم، قال كرينبول: 'إنني ملتزم بالمحافظة على المنظمة نشطة وفعالة في توفير مساعدات مجدية لمجتمعات اللاجئين، وملتزم أيضا باستدامة قدرتنا على حشد الدعم الدبلوماسي والمالي المطلوب، وليس في نيتي أن أعمل معكم من أجل تحسين الخدمات فحسب، بل أنوي أيضا الحديث بشكل علني عن حقوق لاجئي فلسطين بما في ذلك حقهم بحل عادل ودائم'.
وأعرب عن امتنانه لموظفي الأونروا لتفانيهم ولاستعدادهم للتعرض لمخاطر شخصية عظيمة في سبيل تقديم المساعدات للاجئين، ولقيامهم في غالب الأحيان بوضع تجاربهم ومآسيهم الشخصية على الهامش.