منمنمات : مشاهد من الوطن - د.مازن صافي
حين نكتب منتقدين، يظن البعض أننا نهاجم، وحين ننتظر نقول أن النقد يعني البناء لا الهدم، تبدأ النصائح الكبرى، أن ما يتم عبث يفوق مقدار الفائدة .. ولكي نتخلص من النقد الجارح ورفض القبول، على الناقد أن يكون صاحب حس وطني ملتزم وقادر ان يرسل رسائل دون الدخول في التفاصيل والأسماء، وعلى الطرف الآخر ان يلتقط الإشارة ويبدأ في التصحيح، وعلى الجميع التزام العقلانية والشفافية والموضوعية وحفظ الكرامة .
في متابعتي لكثير من التغريدات على الشابكة العنكبوتية " الفيسبوك"، أقرأ كثيرا من التشاؤم والتثبيط وكلمات سوداوية، وهنا نقول أن من حق الناس أن تنتظر وان تتفاءل وتتشاءم، ولكن يجب ألا نعدم الأمل، وكما يجب ألا نجلد ذاتنا حد الهدم، علينا أن نرسم مستقبل أطفالنا والأجيال بأقلام بيضاء وملونة تعكس وهج الفرح وابتسامة الانتماء .. وطننا يحتاج للجميع، وقوتنا في وحدتنا، وما مصالحتنا إلا بداية الطريق نحو كل أهدافنا وثوابتنا .
الشعب يريد .. بهما بدأ الربيع .. وبهما تغيرت معالم كثيرة .. وبهما صار للشباب قدرة على التغيير .. وشعبنا منذ أكثر من 66 عاما يريد العيش حياة كريمة وان يتم معاقبة الجناة المجرمين من عصابات وجيوش تآمروا عليه ودمروا مستقبله وكيانه .. الشعب يريد إنهاء الاحتلال والاختلال الدولي في استخدام كافة المواثيق والقرارات الدولية الخاصة بشعب رفض مقولة " ارض بلا شعب لشعب بلا أرض " .
مهمة الإعلام لا تخص حملة شهادات الإعلام والصحافة والسياسة وحدهم، هناك كثير من الهواة وأصحاب الرؤى والقدرة على التحليل يعملون في المهنة بجدارة واحتراف، وفي المقابل هناك خريجي إعلام لا يتمكنون من كتابة بيان صحفي يخرجوا به للعام، ولكن يبقى صاحب الشهادة له أولوية الحصول على البطاقة، أما الهواة والمحترفين الذين لا يملكون شهادة الجامعات، فيملكون قلوب الناس وقناعاتهم، وفي زمن الإعلام الإلكتروني هناك خروج عن التفكير المحدود، وبالتالي يمكن تجاوز كثير من الروتين والتقليد وصولا للإبداع .
علينا أن نتعامل مع أفكار الغير بالاحترام المتبادل وان نحافظ على نظافة قلوب الغير تجاهنا، وحين يختفي الاحترام، فإن الفوضى تصبح سيدة الموقف، لا تحرج الآخر في أفكاره، وكن صاحب ذوق خاص في الاستماع والإنصات وتبادل المعرفة، وهناك حقيقة تقول: " إذا كان ذوقك الخاص في بيتك سيئاً، فستكون في الخارج سيئاً".
من أجمل ما قرأت صباح اليوم : " كن على سجيتك" وأيضا " إذا أردت التوقف عن القلق والبدء بالحياة، إليك هذه القاعدة: عدّد نعم الله عليك وليس متاعبك ".