الوضع الفلسطيني الافضل في المنطقة - عبدالحكيم صلاح
على الرغم من حالة الانهيار التي تشهدها المنطقة العربية ,والتي كان من المتوقع ان تنعكس بالسلب على القضية الفلسطينية ,الا ان الفلسطينيون قد نجحوا بدفع تداعيات الاحداث بعيدا عن قضيتهم , ولم يمكنوا الكيان الاسرائيلي من استغلال الوضع الاقليمي لمزيد من الضغوط الجوهرية عليهم .المتتبع للموقف الفلسطيني يجد ان القيادة الفلسطينية لا زالت تؤمن بانها اعطت اقصى ما يمكن اعطاؤه لعملية السلام وتمترست خلف شروطها منذ عشرين عاما , ولم تفلح كل الضغوط الاسرائيلية والدولية المؤيدة لها بتحقيق تنازلات استراتيجية .الفلسطينيون يؤمنون بأنهم باتوا اقرب من اي وقت مضى من تحقيق مطالبهم باقامة دولتهم وانهم في ربع الساعة الاخير .العالم اليوم يتحدث عن دولة معترف بها في الامم المتحدة ولا يمكن العودة بالزمن الى الوراء مهما حاولت اسرائيل . الزعامة الاسرائيلية تدرك حقيقة الّا مفر من الرضوخ الى المطالب الفلسطينية ورغبة المجتمع الدولي في حل عادل للقضية الفلسطينية . الصراع الان هو صراع على الزمن والمماطلة الاسرائيلية تدخل في هذا الاطار وهو محاولة تأخير قيام دولة فلسطينية الى اطول فترة ممكنة .الفلسطينيون يخوضون معركة عض الاصابع هذه بفهم و باقتدار وصبر ،ويفوتون الفرصة على الاسرائيلي الذي يسعى بكل قوة الى جر الفلسطينيين الى مربع الفوضى ,هذا المربع الذي يمنحه هامشا لكسب المزيد من الوقت.