الانتماء اولا - عبدالحكيم صلاح
لا يزال الصراع الوطني مع المحتل يفرز يوما بعد يوم حقائق جديدة , هي في حد ذاتها نظريات تجعل المتتبع للمجريات الميدانية على قناعة بأن غالبية الشعارات الكبيرة التي يحلو للبعض ان ينتشي برفعها وترديدها بمناسبة او دون ، هزيلة وفارغة لاغفال اصحابها لمسألة في غاية الاهمية وهي غياب تأصيل وتجذير روح الانتماء الوطني اولا لدى الاتباع والمريدين الذي بدونه يستحيل التقدم في اي من الاهداف والتوجهات . التي تبقى مجرد فقاعات في الهواء او زوبعة في فنجان وبالتالي سيكون دربا من الخيال الشعور بأن هذه الظروف الصعبة هي جزء من الحالة الكفاحية التي نخوضها . ان هذا المبدأ هو بمثابة الحافز والمحرك الذي يدفع الموظف والعامل والجندي الى الحرص على الالتحاق بعمله على الرغم من المعيقات والمخاطر لايمانه بأنه في ذلك يسهم في معركة الحرية والاستقلال ويؤدي واجبا وطنياً . وبذلك لا يستطيع احد ان يحول قضية الاسرى او العدوان الاسرائيلي المتواصل ومواكب الشهداء الذين قدموا ارواحهم لاجل فلسطين الى مزادات ومزودات على مرأى ومسمع من الناس . فالعلم واحد والشعار واحد والهدف واحد, وبتعزيز الانتماء يتحول الاخذ الى عطاء والخاص الى عام ويتحول الجميع أمناء وحراس على مقدرات الوطن . ان ذلك التحول يحتاج الى اعادة صياغة للبرامج والمفاهيم ويستوجب انسجام الفكر مع الممارسة , على الرغم من هيمنة المعتاشين على مقدرات الامة واستحواذهم على المشهد الا ان التغيير يقع على عاتق الفئة المخلصة والامينة على الوطن وقضاياه و التي بفضلها استمرت الحركة الوطنية وما زالت بخير .