الانتماء الفلسطيني لفلسطين - موسى الصفدي
الانتماء لفلسطين ، هو الوعي الذي يملئ عقولنا ، وأفئدتنا منذ ان غادرنا الطفولة إلى غير رجعة إليها .
الإنتماء لفلسطين هو إنتماء لثورتها ، وهو بطبيعة الحال إنتماء صحيح وحتمي للعروبة ، وسلوك حقيقي يعبر عنه بوضوح كما عن حقيقته على أرضية أن قضية فلسطين هي القضية المركزية الأولى وهي جوهر الصراع في المنطقة ، وهنا اود أن اشير بصراحة إلى قناعتي المطلقة بأن ما يحدث في المنطقة العربية ، إنما ياتي في سياق التأثير على مسارات القضية الفلسطينية بهدف زيادة إضعافها والقضاء عليها ، ما يصر البعض على انه ( ربيع عربي ) سيقود إلى إنتصار لقضية فلسطين ، إتضح بشكل جلي لنا و للجميع بانه كان خريفاً بالنسبة للقضية الفلسطينية التي اصبحت مادة للمساومة مع الكيان الصهيوني ( راجع ما فعله ثوار الناتو بليبيا و ما قدمه اللبواني في هذا الشأن ) وهنا لا أريد ان أستطرد في ذكر الأمثلة التي لا حصر لها في هذا المجال و تصرفات الإخوان المتأسلمين ومحاولاتهم التي لم تتوقف للقضاء على الجيوش الوطنية كما حصل في العراق و مصر و يحدث في سوريا ، ولا اريد ان اعود بكم إلى ما فعله الإخوان في فلسطين و محاولاته لإبرام إتفاق تهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل على أرضية دولة ذات حدود مؤقتة ، كما لا أريد ان أخوض جدلاً لإثبات المثبت و تعريف المعرف لكي أقنع من يخالفني الرأي بأن ما حدث مرتبط بما سمي ( الفوضى الخلاقة ) التي سعت الولايات المتحدة لتكريسها في المنطقة ، بعناوين مختلفة و تسللت لتنفيذها من خلال الثغرات الإجتماعية و عناوين حق أرادت الولايات بها باطلاً و سعت لتحقيقها و تسعى من خلال دويلات البداوة و اشخاص كرسوا أنفسهم ( لخدمة قضايا الأمة !! ) عن بعد و من خلال الفنادق التي يقيمون بها في أحضان اجهزة المخابرات التي لا تقل شأناً عن الموساد .
ما أريد ان أقوله ان الشمس لا تحجب بغربال كذلك حقيقة ما يحدث لنا في مخيمات سوريا و ما حدث في مخيم اليرموك و يحدث حتى هذه اللحظة من محاولات اقتلاع للفلسطيني و إبعاده عن مراكز تعزيز حقوقه الوطنية و على رأسها حقه في العودة إلى فلسطين ، إنما يندرج في إطار المخططات الصهيوينة للقضاء على القضية الفلسطينية ، و الإنفراد بالطرف الفلسطيني معزولاً عن محيطه الطبيعي لفرض الرؤية الإسرائلية للحل .