في ذكرى أمير القدس وفارسها تنحني الهامات- فراس الطيراوي
لا تحسبن الموت يخفي فيصلا .. ما غاب من هجر الوجود الزائلا .. للعالم العلوي تعرج روحه .. والجسم يفترش الحياة خمائلا .. بمداد جرحك تلتشي الأقلام .. وبمجد صنعك تزدهي الأحلام .. لا لن تفارقنا ايها الفارس القدسي وطيفك حاضر.. ستظل تلهج باسمك الأيام .. يا ساكن الفردوس هبنا نظرة .. عيناك بدر في الدياجي مشرق .. وذاك الشهيد وابن الشهيد، بكته البلاد بكته العباد ..بكته التلال بكته السهول .. بكته الهضاب.
ففي ذكرى استشهادك أمير القدس وفارسها فيصل الحسيني نقول: سلام عليك يوم ولدت ... ويوم استشهدت.. ويوم تبعث حيا ، فمهما تحدثنا عن قيمة الشهادة وعظمة الشهيد نبقى مقصرين فالشهادة وقفة عز ، وشموخ ، وإباء ، فالحديث عن الشهداء صعب وخاصة عندما نتحدث عن قامة وطنية شامخة كبيرة، بحجم الشهيد القائد فيصل الحسيني ابن العائلة التي حملت المباديء والقيم السامية والفكر النضالي الوطني ، ابن فلسطين الذي جسد في حياته معنى النضال حتى النفس الأخير فيستحيل اختصارها في بضعة اسطر. رجل من اعز الرجال واغلى وأوفى الرجال للقدس وفلسطين، فلقد وهب حياته من اجلها ودافع عنها بكل اخلاص وثبات، حتى صعدت روحه الطاهرة الى بارئها لتسكن مع النبين والشهداء والصديقين في رحاب السماء.
لقد رحلت ايها الفارس والأمير الفلسطيني مبكرا مخلفا في نفوسنا لوعة الفراق ، وألم البعد ، وحسرة الخسارة ، ففي ذكراك نتوجه اليك في عليائك لكي نستمد من روحك الطاهرة ، ومن سيرتك الكفاحية الناصعة نستمد المباديء المثالية والقيم السامية، ووقفات العز والشموخ و الصمود والتصدي للعواصف والمصاعب والتغلب عليها.
وأقول لك : نم قرير العين يا ابا العبد ، فاخوانك واخواتك في الفتح باقون على العهد ، ويتابعون المسيرة رغم حلكة الليالي والمؤامرات التي تحاك من هنا وهناك وان شاءالله كما كان يردد ويقول سيد الشهداء ابو عمار سنردد ونقول سيرفع شبل من اشبالنا او زهرة من زهراتنا العلم الفلسطيني فوق مساجد القدس وكنائسها انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا وانا لصادقون ومنتصرون.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار والحرية لاسرانا البواسل في الباستيلات الصهيونية.