حماك الله يا نابلس- عبد الحكيم ابو جاموس
ما تتعرض له مدينة نابلس جبل النار، من قلاقل وفتن وبلبلة، أمرٌ لا يمكن استيعابه أو تقبّله على الاطلاق.
قبل نحو اسبوعين، تعرّضت محلات في البلدة القديمة، بالقرب من أحد مساجد المدينة لتفجير غريب عجيب.
وتعرضت المدينة مؤخراً لحوادث عدة، كسرقة محطة وقود، واحراق السوق الشعبية، والقاء قنبلة على مقر شركة كهرباء الشمال، واحراق أعمدة كهرباء، وبالأمس، تعرّض مبنى البلدية لاطلاق قنابل يدوية الصنع، في وقت باتت فيه المدينة التجارية، الأشهر فلسطينياً، تشهد نقلة نوعية، ادارياً وفنياً، ومن حيث الترتيب والتنظيم، ما يجعل المرء المراقب عن كثب، وبصورة محايدة، ينظر لقيادة البلدية ورئيسها غسان الشكعة، بتقدير واحترام شديدين، ويتساءل في الوقت نفسه: لمصلحة من ما يحدث؟!.
صحيح أن قرارات البلدية صارمة جداً، ولكنها وبحسب شهادات كثيرين، مهنيّة وجادّة ومحايدة، هدفها نبيل وغايتها سامية، لرفعة المدينة واعلاء شأنها، وفي اطار ترتيبها، لتكون مدينة عصرية.
نؤمن أن من حق أي متضرر أن يحتج على البلدية، سواء كان احتجاجه منطقياً أو غير مبرر، ولكن أن تُهاجم دار البلدية بالقنابل، فهذا ما لا يمكن تصوره او قبوله، وهو أمر مرفوض ومدان بكل المقاييس، مهما كانت الدوافع والأسباب. الانسان الجريء النزيه، يواجه بشرف، ووجهاً لوجه، وبمنطق وأخلاق، لا بطريقة خفافيش الليل، الخسيسة الجبانة، والانتقام الرخيص.
نثق تماماً أن هناك الكثير من العقلاء في نابلس، والذين بامكانهم أن يشكلوا قاسماً مشتركاً يمكن من خلاله تجنيب البلد حالة الفلتان والبلطجة والترهيب، واعادة الأمن والأمان والطمأنينة اليها، لكي تحافظ على هيبتها ومكانتها كواحدة من أكبر مدن الضفة وأهمها، وبذلك يجد محافظها الجديد اللواء المناضل أكرم الرجوب، بيئةً وظروفاً مواتية، تعينه على قيادة دفة المحافظة، فمثل هذا الرجل نظيف اليد والوجه واللسان، القادم من جهاز أمني قوي ومؤثر، يستحق أن يكون حواليه سندٌ ومؤازرون، لا أن توضع العصي في دواليب عربته وأن يفتتح عهده بمشاكل لا طائلة لها، تلهيه عن عظائم الأمور. وحين يكون المحافظ بحجم الرجوب ومكانته وقوته، ويكون رئيس البلدية بحجم الشكعة ومكانته، تزدهر المدينة بعامة والمحافظة بخاصة، فيعود لجبل النار ألقها ونشاطها وحيويتها، فيكفينا اشتعال النيران في الشام الكبيرة، فلنعمل على اطفائها في شامنا الصغيرة.
وعمار يا نابلس.