ملح الكرامة وماء الحياة شعار جديد وعلامة نصر فلسطينية باقتدار - عطية ابوسعده
ارتعش القلم وتسمّرت الأنامل وجفت الأحبار امام صمود رجال ارادت أن تصنع على صفحات التاريخ زخارف نضالية وأساطير بطولية تتحدث عنها الاجيال ..
فجأة تصارع ذاك القلم مع نفسه وتسارع بالكتابة سرح وتاه في ملكوت الورقة البيضاء بأصرار زاده الشموخ اصرارا لأنه في الاصل كان على يحس ويشعر بأنين هؤلاء العمالقة القابعون شموخاً في سجون العدو .. استجاب القلب قبل القلم وكان الاصرار صمودا بالقلم يكتب وبالدم يقاتل وبالجوع يصارع وبالماء والملح يحارب وبنغمة التاريخ بين الجدران يشدو ويمتثل لأمر رب العباد وأمر من سبقوهم من نياشين الوطن وابناء من لا يعتبر بأن للوطن شهيد أو أسير .. ولا بد ان نستذكر ذاك التاريخ ونعود الى سنين خلت يوم أن رفع راية الأضراب عن الطعام ابطال سبقوهم . صمدوا صمود الحياة من قلب مناسك الموت المصطنعة باياد صهيونية ونجح هؤلاء منهم من خرج من خلف القضبان ومنهم مازال يشارك اخوته للمرة الثالثة ملاحم بطولة الأضراب عن الطعام .. اسلوب نضالي قديم جديد واصرار منقطع النظير رجال جوهرة نادرة معادنهم .. انستهم هموم الأيام وسنوات الأسر عناوين التبهرج اليومي وتاهت بين حبّات تراب السنون معالم الحياة لديهم لتبقى في القلوب مخزنة بشائر نصر قادم .. رجال تكلمت بالعين فبكت وأبكت هامات همست للقلب المجروح فأراحت , صناديد عشقت بالروح والوجدان نسمات الوطن وغبار الأرض فاخلصت , ضاعت الابتسامة وتاهت في عمق الجرح بالماء والملح تلذذت.. تحول المناضل الى اسير على ارضه واسير في وطنه ترسّخت في محيّاه معالم الاصرار رفض الظلم والاذلال والهوان ولاحت في الأفق بوصلة الاصرار وتغيرت اهداف الكثير من عناقيد اللؤلؤ المتمترسة خلف القضبان وتاهت تحت اقدامهم معاول السجّان وباتت مكبّلة دوائرها واصبح الفرع الأسير هو الكل والكل الصهيوني تلاشت معالمه وترهّلت اجساد قادته واحتبست انفاسهم بين الجدران.. ما زال اسيرنا صامدا يتذوق ويلات الجوع والاضطهاد من عدو لا يعرف بين ثنايا قلبه علامات رحمة . ذاك المواطن الأسير والذي هو في الاصل مناضل او مشروع شهيد وما زال .. وعليه ورغم كل الصعاب والعوائق يبقى شعبنا الفلسطيني بشيبه وشبابه مشاريع نضالية متواصلة ومتميزة ومشاريع اسرى أو شهداء , كلّ له اساليبه رغم تعدد الانتماءات الحزبية ولكن يبقى الهدف المنشود واحد ..أسيرنا اليوم اثبت وما زال يثبت للقاصي قبل الداني ان انتماءه متعمق في بواطن القلب كجذور شجرة زيتون يريد الجميع اقتلاعها من ارضها لتبقى دائماّ وأبداً شامخة صامدة صمود الدهر ’... نضالات جميعهما تصب في نفس البوتقة ’ كل يغازل عناوين الوطن ّويتغزّل ويجتهد بمشاريع متغيرة تغيّر الطقس في فصول الزمن المختلفة .. رغم الترهّل الفكري والسياسي والأهمال الرسمي الملفت للأنتباه مازال اسيرنا صامداً على مبادئ انتماء صنعها قادة عظام واباطرة نضال دفعوا دمائهم الزكية ثمنا للحفاظ على ذاك المشروع وتلك المكتسبات لتبقى الحقيقة الثابتة والراسخة التمسك براية الانتماء لتورّث جيلا بعد جيل وتبقى اغنية الانتماء صادحة عالية تُغني من الاعماق على اوتار ذاك الجرح بمعزوفة الانتماء,... لا ولن تجد مثلها هؤلاء الرجال وذاك الأصرار سوى على هذه والارض وكما قال درويش على هذه الأرض ما يستحق الحياة ’ ارض فلسطين والفلسطينني وكما قالها الزعيم الراحل ياسر عرفات , شاء من شاء وأبى من أبى ’ ومن بين تواصل مراحل النضال وعلامات نشوة الانتماء طفت على سطح القضية قضية لا تقل اهمية عن شهيد ضحّى بدمائه .. هي قضية الأسير القابع خلف قضبان واسوار السجون بصبره , أصبح اسيرنا اليوم العازف والمطرب والجارح والمجروح والسائد والمسود جميعها علامات افتقدناها في واقعنا الفلسطيني رغم تمسّك اسرانا بها وبوحدتهم المعنوية والوطنية ’.... ولكن اليوم ومن خلال كل المتغيرات العربية والدولية وليالي ما سمى بالربيع العربي والمتاهات المصطنعة والتدخلات الاجنبية في عقول امّتنا قبل قلوبهم ورغم كل ما يعيشه المواطن من مآسي من مشرق الوطن العربي الى مغربه إلّا انه تلوح في الأفق ملامح فرحة قادمة يختزنها محياه ويعلم جيدا ان يوم الفرج قادم لا محالة ويوم الانتصار اصبحت حقيقة راسخة بين جوارح اسرانا الأعزّاء تختزن بواطن اعماقه بين ربوع الارض علامات شهادة ونياشين وطن تربعت على اكتاف اشبال الوطن ورجاله .... رغم مرارة آلالم والجوع والحصار النفسي والمعنوي والإجتماعي للاسير القابع خلف قضبان القهر تجد من ينتشي فخرا بفلسطينيته وانتمائه لهذا الوطن وصانع علامات النصر والارتقاء من خلال بناء صرح الوطن والحفاظ عليه وارتفاع معنويات اسرانا توحدت بين ازقّة السجن وتحت أسقف زنازين القهر .. توحّدت عناوين الانتماء وتجمعت من خلالها عناوين النضال وشجاعة الانتصار تلك علامات فخر يشع بها نور ساطع من خلال نظرات تلك الأعين الثاقبة والحاسمة يتمتع بها هؤلاء البشر القابعين خلف القضبان في زنازين الفخر ... تحولت اليوم تلك السجون الى قلعة عذاب مميزة تسكنها هياكل اجساد مناضلين مرهقة متعبة والجلّاد فيها متمرس في القتل والسجين او الأسير الممنوع حتى من الكلام المباح يبتلع مرارة الحسرة والألم ليس كرها بالسجن او خوفا منه ولكن حقدا على افعال واقوال السجّان ومن غرائب الزمن ايضا اضافة الى معاناة الاسرى في سجون الاحتلال اصبحنا نحن كأهل وأقارب لهم غرباء في اوطاننا اسرى بين اهالينا نلاقي العذاب المتعمّد من الاخ لاخية وللأسف السجّان فلسطيني يقال انه يمتلك انتماء مناضل او مجاهد بمسمّى او مرتبة سجّان حاقد متعته الوحيدة عذاب بني جلدته ولكن الواقع والحقيقة ان اجسادهم باتت تمتلك الهوية الفلسطينية واصبحت عقولهم مغيّبة وأصبح الكثير من عائلات ابناء هذا الوطن تقبع في سجون حماس يعانون غصّة في اعناقهم ليس لانهم بالسجن بل لان السجّان من بني ملّتهم وبني وطنهم وبني جلدتهم ’اللّهم احمني من أصدقائي اما اعدائي فانا كفيل بهم ’..... الكاتب عطية ابوسعده / ابوحمدي