الغلطة الأولى للسيسى- اشرف ابو الهول
رغم أن تسلم المشير عبد الفتاح السيسى مقاليد السلطة رسميا لم يمر عليه سوى يوم واحد وربما لم يدخل مكتبه الرئاسى حتى هذه اللحظة لانشغاله بأداء اليمين الدستورية واحتفالات التنصيب أمس إلا أن هناك أعدادا هائلة من البشر يجلسون مترصدين له أول غلطة حتى يبدأوا فى نصب المحاكم وربما المشانق له بحجة أن نفس هذا الأمر قد حدث مع الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسي.
ومن الطريف أن الباحثين عن الغلطة الأولى للرئيس السيسى لاينتمون فقط لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة ولكن منهم نفر غير قليل من مدعى الديمقراطية وسدنة حقوق الإنسان والكائنات الفيسبوكية المتحذلقة حيث تجمعهم الرغبة فى اصطياد الأخطاء ليس بغرض الإصلاح وإرشاد الرئيس الجديد للطريق الصواب إن حاد عنه لأى سبب ما ولكن بغرض التدمير والسعى لإشعال ثورة جديدة وكأن الثورات ومايصاحبها من فوضى وعنف ودماء أصبحت هى الغاية ومنتهى الآمال .
وقد نسى هؤلاء أو تناسوا أن البسطاء والفقراء والضعفاء هم الذين يدفعون دوما ثمن الثورات ويكونون بمثابة الوقود الحيوى للفوضى والعنف ولو كان هؤلاء المتأسلمون والجالسون معهم على طاولة سبق الإصرار والترصد من المدعين والمتحذلقين يريدون فعلا الخير لهذا البلد لأعطوا فرصة للنظام الجديد كى يظهر مدى مقدرته على العمل وتحقيق الاستقرار لهذا الشعب الذى وصل إلى حافة الهاوية مرارا وتكرارا خلال السنوات الثلاث الأخيرة وتحديدا منذ 25 يناير 2011 لولا ستر الله الذى وعد فى كل كتبه السماوية بحفظ هذا البلد وحفظ شعبه.
ويجب أن يتذكر هؤلاء أن الشعب أعطى فرصا عديدة للرئيس المعزول محمد مرسى ولكن الذى أفسد تلك الفرص كان مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين الذى خدر مشاعر الناس تارة بما سمى بمشروع النهضة قبل أن يكتشفوا أنه مجرد وهم وتارة أخرى أثار هذا المكتب حفيظة المصريين وهو يحاول أن يدير البلاد بشكل جماعى رغم أن الناخب كان قد اختار شخصا واحدا لرئاسته وفوضه فى أن يكون رئيسا لمصر لا أن يكون مرؤسا للمرشد الطبيب البيطرى الدكتور محمد بديع .
لقد اّن الآوان أن نبدأ بداية جديدة ليس من أجل إنجاح حكم المشير السيسى ولكن من أجل إنقاذ مصر من الضياع.
عن الاهرام