شارع المستشفى الأهلي بالخليل.. سفّاح الأطفال !!- وسام الشوبكي
يرقد على سرير الشفاء في «العناية المكثفة» بالمستشفى الأهلي في الخليل، الطفل إبراهيم خليل السكافي5 سنوات)، في وضع حرج جداً «غيبوبة تامة»، منذ ثلاثة أيام، بعدما صدمته سيارة كانت مسرعة على شارع المستشفى الجديد، بينما كان يهم لقطع الشارع الى جهة منزله.
قبله بأشهر وسنوات قليلة، تعرض أطفال كثيرون للدهس ومنهم من توفي متأثراً بإصاباته البالغة جراء السرعة الزائدة على الشارع.
هناك سائقون يظنون أنه بمجرد دخول الشارع، تتملكه الرغبة في أن يحقق حلمه بأن يكون «كابتن طيارة» ولو لدقائق!. ويجد «متعته الشريرة» في الشارع المسمى بـ «المطار»، فيضغط على «دعسة البنزين حتى الصاجة كي يطير».. لكنه لا يعلم أنّه قد يكون برفقته في «الطيران» ومن حيث لا يسيطر على الموقف، أطفال أبرياء !.
ليس عند هذا الاعتقاد فحسب؛ بل بات مسرحاً لسباق سيارات يقودها متهورون خاصة في ساعات الليل. (بالمناسبة قبل أيام قليلة من دهس الطفل السكافي هوت سيارة مسرعة على جانب الشارع ثم إلى الأرض المحيطة المرتفعة بأمتار، بعدما فقد سائقها السيطرة !).
الشارع بحاجة الى «إعادة تأهيل من قبل بلدية الخليل، بعدما أصبح يُعرف بـ «شارع الموت»!.
الشارع بحاجة «ماسّة» إلى جزيرة وسطية، و»مطبات»، وأرصفة معبدة.
مطبات في شارع مؤدٍ الى مستشفى ؟!. قد يبدو للوهلة الأولى أنه أمر غير منطقي.
لكن أليست كل شوارع المدينة وبلداتها الرئيسية والفرعية، بحد ذاتها، مؤدية الى المستشفيات، وبها مطبات وجزر ومفترقات وإشارات مرورية؟!.
نعم؛ شارع الأهلي الجديد بحاجة إلى أكثر من مطب؛ وبالسرعة القصوى؛ لأنها الحل الأنجع في تخفيض سرعة السيارات الجنوني إلزامياً !. ولأنها محطمة «أحلام كابتن» السيارة بالتوقف عن الطيران والسباق الجنوني !.
تأكيدات الأهالي والسكان القاطنين في الشارع تقول «إن شوارع البلد كلها مليئة بالمطبات والمفترقات والإشارات والعوائق منها الازدحامات المرورية على الشوارع.. وليكن هذا الشارع مثل غيره فيه مطبات وجزيرة، وإن كان شارع مستشفى.. لأن من يأتي الى المستشفى يكون واجه الكثير من المطبات في الشوارع الأخرى، وبالتالي لا ضير في أن يكون فيه أكثر من مطب لدرء مصائب أكبر».
الشارع الذي يفقتر لأرصفة معبدة أو مبلطة، يصل ارتفاع أجزاء منه عن الأراضي الهاوية المحيطة به، إلى نحو ثمانية أمتار وبدون حمايات حديدية أو جدار أسمنتي على الرصيف يقي المارين، خاصة الأطفال وطلبة المدارس، من خطر الوقوع الى الأراضي المرتفعة المحاذية له.
ماذا ننتظر أكثر من ذلك؟!.
وضع الطفل السكافي في بالغ الخطورة، وحرج جداً حتى اللحظة. فهل من مستجيب لأطفال المنطقة بتخليصهم من «السفاح الشرير» الذي يقض مضاجعهم وأهلهم، ليل نهار، ككابوس ملأ «الفضاء» بؤساً وشقاءً؟!.
ونتضرع إلى الله تعالى، الحنّان المّنان، أن يمن على طفلنا المجروح، بالشفاء العاجل ويفيق من غيبوبته ويرى الشارع بحلة جديدة: مطبات وجزيرة وأرصفة معبدة وحمايات على الجوانب، ويعيد الابتسامة الى أقاربه وجيرانه ومحبيه.. وما ذلك على الله بعزيز.