هل المستوطنين مختطفون ..ولماذا ؟- داوود الاسطل!
لقد ادعت الحكومة الاسرائيلية منذ الوهلة الأولى بأن ثلاثة من المستوطنين خطفوا وسارعت باتهام الفلسطينيين باختطافهم دون الاستناد لدليل قاطع يثبت ادعاؤهم ، وقد هرول نتنياهو الى اتهام حركة حماس بذلك وبالتالي ألقى بالمسئولية على السلطة الفلسطينية وحجتهم الوحيدة في ذلك الاتهام ، مسعى الفصائل الفلسطينية لتحرير الاسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الاسرائيلي ويتضح من خلال ما تقدم نتيجتان :
1- سرعة اتهام الحكومة الاسرائيلية للجانب الفلسطيني بالخطف وكأنهم على سابق علم به ، ليشكل ذلك هروبا للأمام سعيا لتقويض حكومة التوافق وذلك ما صرح به القادة الإسرائيليين منذ تشكيل الحكومة الفلسطينية ولم يرق لهم تصالح الشعب الفلسطيني ، ومن حقنا كفلسطينيين أن نتهم الجماعات المتطرفة الاسرائيلية بأنها اختطفت اولئك الشبان لتجهيزهم لتنفيذ عملية انتحارية في صفوف المجتمع الفلسطيني مثلا ، أو ان اولئك النفر خرجوا للاستجمام في النقب أو أنهم يرغبون في الانضمام الى حزب المثليين الأمر الذي يرفضه آباؤهم من المستوطنون .. كل الاحتمالات ممكنه ، فلماذا تسرع القادة الإسرائيليين باتهامنا أم أنها عملية خطف اسرائيلية بامتياز.
2- على فرض أنها عملية اختطاف حقيقية كما يدعي القادة الاسرائيليين هدفه تحرير الاسرى ، اذن فإسرائيل تعترف ضمنا بأن لها الحق وحدها في الخطف والتشريد والأسر والقتل متى تشاء ومن تشاء !
ولا يجوز للفلسطينيين الاعتداء على حذاء مستوطن أو حماره .
إن كنا نعي جيدا هذا المخطط الإسرائيلي الجبان لإقصائنا وتقويض حكومتنا وابتزازنا فانه يتوجب علينا التالي :
1- الالتفاف الشعبي الكامل والتنظيمي والسياسي ( لكل الفصائل الفلسطينية ) حول القيادة الفلسطينية متمثلة بالرئاسة الفلسطينية وحكومة التوافق ، ودعمهم لإسقاط المخطط الصهيوني ، ولمواجهة التغول الهمجي الاسرائيلي وذلك بعدم الالتفات للخلف وبالتماسك والترابط والتراحم ونبذ جميع الخلافات السياسية .
2- يتوجب على القيادة الفلسطينية استخدام حقنا كدولة مراقب في الأمم المتحدة برفع دعوة عاجلة لوقف العدوان المستمر على مدننا وقرانا وأهلنا في الضفة والقطاع ، وكذلك دعوة الجامعة العربية للانعقاد الفوري وتحريك الساحة السياسية الدولية ضد الحكومة الاسرائيلية وسياستها العدوانية الممنهجة .
3- العدوان يستهدف الكل الفلسطيني ، وأي فلسطيني مهما كان انتماؤه السياسي هو جزء من البناء الفلسطيني الوحدوي ، وأي اعتداء اسرائيلي على أي مواطن فلسطيني هو عدوان على كل الفلسطينيين في الداخل والخارج ويحق لنا أن ندافع عن أبنائنا بكل الطرق الممكنة ، ولن تنال اسرائيل من عزمنا وارادتنا واصرارنا ما دمنا متوحدين متماسكين كالبنيان المرصوص .
ورسالتي الى القيادة الاسرائيلية والشعب الاسرائيلي:
1- يجب على القادة الاسرائيليين التفكير الجدي بمصلحة شعبهم والانسحاب الفوري وبلا تضييع للوقت من الأراضي الفلسطينية التي احتلوها في العام 1967م ، وأنصح مستر بيبي ،ونفتالي بينيت و زئيف إلكين وغيرهم ، بمراجعة أطباء نفسيين فالهبل أو الاستهبال لن يفيدكم وان كسبتم جولة ستخسون جولات.
2- أما الشعب الاسرائيلي فعليكم الخروج بمسيرات عارمة وان لزم الأمر انتفاضة على زعمائكم تطالبونهم بالإفراج عن جميع الاسرى الفلسطينيين والانسحاب من أراضي الفلسطينيين وعدم السماح لمجموعة من الأغبياء لجركم الى مربع مرعب ومصير مجهول ، واعلموا اننا الفلسطينيون شعب عظيم ومتسامح ، فعودوا الى رشدكم قبل فوات الأوان.
( ان الذي ينادي بحرية أبنائه ، يجب ألا يغفل حرية أبناء جيرانه )