العدوان الفاشل عسكريا" سيفشل سياسيا" - ماهر حسين
كنت قد تناولت العدوان الإسرائيلي الغاشم على شعبنا وأرضنا والذي وصفته بأنه سيفشل حتما كنتيجة حتمية لفشل القوة الإسرائيلية في فرض أي انتصار على إرادة شعبنا وكان هذا بمقال كتبته منذ بداية الحديث عن أختفاء المستوطنين الثلاثه بالقرب من الخليل في مناطق فلسطينية أبا"عن جد ولكنها مناطق خاضعه للإحتلال بحكم القوة . على كلا العدوان الإسرائيلي الغاشم جاء في ظل مأزق سياسي للإحتلال وبالمقابل زيادة التعاطف الدولي مع الموقف الفلسطيني وتعاظم الإحترام للقيادة الفلسطينية بالاضافة الى التأييد الدولي للسياسية الفلسطينية الواقعية والقوية التي يمثلها الرئيس محمود عباس. لقد ساعد كل ذلك في عزل إسرائيل دوليا" وظهر هذا بوضوح في الموقف الدولي بما فيه الموقف الأمريكي والأوروبي من حكومة الوفاق الوطني ..وللتذكير( لأن ذاكرتنا وللأسف أصبحت قصيرة )الإحتلال رفض حكومة الوفاق الوطني ولكن العالم كله قبلها باعتبارها حكومة الرئيس أبو مازن وعًبر هذا القبول الدولي للحكومة عن تفوق سياسي ودبلوماسي للقيادة الفلسطينية وللرئيس أبو مازن ..هذا التفوق السياسي والدبلوماسي طبعا لن و ولم يرضى إسرائيل ولن يرضى كذلك بعض الاطراف التي تريد لشعبنا وقيادتنا أن تكون ضعيفه وتابعه وغير مؤثرة . ومن ثم جاء اختفاء المستوطنين الثلاثة بعد أيام من تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني التي تسعى لاستعادة الوحده الفلسطينية والتي تسعى لتجاوز أثار الإنقلاب الحمساوي البائس في غزة ..بالطبع حكومة التطرف الإسرائيلي أستغلت الحدث لتحقيق بعض الأهداف التي سنتطرق لها. بالنسبة لحكومة الإحتلال يجب الاستفاده من الحدث لتحقيق عدة اهداف سأتناول منها هنا في مقالي هدف واحد يتمثل في ضرورة وقف التقدم السياسي والدبلوماسي الفلسطيني وهذا الحادث شكل فرصه للإحتلال للعودة والحديث عن (إرهاب فلسطيني ) (عدم جاهزية فلسطينية) (خطاب مزدوج للقيادة السياسية) (تحريض) ولكن تحقيق ذلك لن يكون سهلا" أبدا" بظل وضوح سياسية الرئيس الفلسطيني أبو مازن وشجاعته في التعامل مع الأحداث بواقعية تؤلم الإحتلال وأحيانا" تصدم أبناء شعبنا الفلسطيني ولكنها شجاعه و تستحق الإحترام. وفعلا" بحنكة الرئيس أبو مازن وبشجاعته السياسية وحرصه على الدم الفلسطيني والمصداقية الفلسطينية فوت الفرصه على اسرائيل ومنعها من إستغلال الحادث وهنا أتحدث تحديدا" عن خطاب الرئيس في مؤتمر جده . نعم حصل هذا وتحدث الرئيس حول حادثة اختفاء المستوطنين وطبعا" تصريحات الرئيس حققت ما نريد سياسيا" برفع الغطاء عن العدوان الاسرائيلي وضمان محاصرته ولكن وبالمقابل أستاء البعض من أبناء شعبنا من التصريحات واعتبرها غير مناسبة خاصه في ظل إضراب الأسرى الأبطال في سجون الإحتلال(حيث تناسى البعض متعمدا" بأن الأسرى هم الهم الاول للقيادة ) وهنا أقول بأن أستياء البعض وعدم فهمه للخطاب واستغلال البعض لصراحة الرئيس أدى الى بعض الانتقادات المحترمة والطبيعية ولكن هنا عادت اسرائيل نفسها من خلال بعض العملاء لها ومعها بعض المأجورين للمال الدولي وبعض من يعتقدوا بأنهم منافسين لفتح ( سياسيا" او تنظيميا" ) و بعض قصار النظر والمتحمسين الطيبين وأخيرا" العامة حيث سعوا لتحويل النقد الى هجوم على الشرعية الفلسطينية وعلى الرئيس أبو مازن وللأسف لاحقا" لذلك أمتد الهجوم ليصل بالبعض للاعتداء على المؤسسات الوطنية الفلسطينية في محاولة لضرب كل الانجاز الفلسطيني ولإعادة الانفلات الامني و ظواهر الزعرنه مستغلين ضعف أداء رئيس الوزراء وحكومته. ببساطة وحتى تكون رسالتي للقارئ مباشرة .. يجوز انتقاد خطاب الرئيس ويجوز انتقاد الموقف الفلسطيني ويجوز أنتقاد رئيس الوزراء والأداء الضعيف لحكومته وكل ذلك مقبول ..ولكن بالمقابل لا يجوز ولا يجب ان نسمح كحركة فتح وكفلسطينين بتحويل النقد الى هجوم تخريبي . لا يجوز ان نسمح باستغلال أي موقف لضرب السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية في محاولة لخلق فوضى تؤدي الى تراجع الموقف الفلسطيني العام فتنهار الانجازات الوطنية وتنهار السياسة الفلسطينية ونعود الى زمن الغياب السياسي دوليا" والانفلات الامني داخليا" . قد نتفق ونختلف على بعض الكلمات بخطاب السيد الرئيس أبو مازن ولكنها حتما" سياسة ذكيه وحكيمة وشجاعه...قد نتفق ونختلف على مبررات الخطاب السياسية ولكنها حققت المرجو منها دوليا" وكبحت الإحتلال ...قد نتفق ونختلف على أي موضوع ولكن يجب أن نبقى متفقين على أن الاهداف الإسرائيلية واضحه ومحدده ومنها ..... القضاء على حكومة الوفاق الوطني برئاسة الحمدالله وإبقاء الإنقسام ..وتوجيه ضربه للسياسة الفلسطينية في المحافل الدولية... زعزعة الثقة الدولية بالرئيس محمود عباس والقيادة ...ضرب المؤسسة الامنية الفلسطينية باعتبارها الحامية للإستقرار الفلسطيني الداخلي ...ضرب حركة فتح وإضعافها جماهيريا" من خلال تشويهها . تلك بعض الأهداف الإسرائيلية وللأسف البعض منا يسهلها بدون ان يعلم ...مع تأكيدي بأن العدوان الفاشل عسكريا" سيفشل سياسيا" وبأن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) ومعها السلطة والمنظمة والحكومة ستمر من الأزمة أكثر ثقة بنفسها وستستمر المسير حتى إقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.