الجبهة الداخلية مرة اخرى - عبدالحكيم صلاح
افرزت حالة الاشتباك والتصادم اليومي مع المحتل جملة من الحقائق , التي يجب التعامل معها بمنتهى الجدية لما لها من ابعاد قد تلحق الاذى بتماسك الوضع الداخلي , الذي يجب ان يشكل حالة نضالية يتحمل فيها الجميع ما قد يترتب من ضغوطات حياتية يومية، وما يرافقها من اضرار. اننا لا نطلب هنا الا الممكن والقابل للتنفيذ لادراكنا مدى التشابك والتداخل مع المحتل , الذي يجب الا نتعامل معه بنية حسنة،خاصة ان سياسته الامنية اثبتت انه يتربص ويعد العدة للفتك من خلال استعداداته العسكرية وخططاته الميدانية الشاملة والمعدة مسبقا.
المؤسسة الرسمية بجميع اجهزتها المدنية والعسكرية مطالبة باعادة تقييم اوضاعها والاجابة على السؤال المطروح،هل هي بمستوى يؤهلها الاستمرار في ضبط الوضع وابقائه تحت السيطرة في حال سعى الخصوم للتصعيد من اجل حل ازماتهم الداخلية والسياسية؟.
موضوع اخر طفى على السطح مؤخرا وهو سعي اجهزة الامن الاسرائيلية الى تجنيد المزيد من المتعاونين معها بوسائط مختلفة من خلال شبكة التواصل الاجتماعي وبعض الجمعيات الاجنبية العاملة في فلسطين استنادا الى تصاريح منشورة في وسائل الاعلام منسوبة لمصادر امنية , يضاف الى ذلك ما جرى من بالونات اختبار تطلقها بؤر الفلتان .
القصة مررت على انها ردات فعل استغلتها بعض العناصر لاجندات غير بريئة .هذه الحوادث يجب التعامل معها ضمن استراتيجية وطنية اذا ماعلمنا ان الفلتان يبدأ بشرارة سرعان ما ينتشر ولنا في غزة تجربة مؤلمة بتدليل الفالتين , فقد دفعنا ولا زلنا ثمنا كبيرا على صعيد المجتمع والقضية الوطنية بفعل الانقسام الذى جاء كنتيجة للفوضى .
الوضع السياسي التفاوضي لا يحمل اي مؤشر ابجابي بسبب الجانب الاسرائيلي, والوضع الاقتصادي هو الاخر مأزوم والاحتلال حتما يستثمر كل هذه العوامل لارباك السلطة ودفع الناس الى محاولة الخروج على الوضع . .
لقد آن الاوان لاعادة صياغة عقد نضالي جديد يكون بمثابة خارطة طريق لجميع القوى والاطر والجماهير يعاد فيه ترتيب العلاقة و آليات الصمود والمواجهة لتتناسب مع المرحلة القادمة والتي من المتوقع ان يكون فيها الصراع مع المخطط الصهيوني على اشده.