واحد من الاصوات النادرة- خالد مسمار
هل هو قدري ان أنعي زملائي ورفاق دربي ؟! درب صوت العاصفة ..صوت فتح .. صوت الثورة الفلسطينية.
يوم الخميس الماضي 26/6/2014.. كنت في جلسة حوار اعلامي مع اثنين من اصحاب الاصوات الاذاعية النادرة في عالمنا العربي هما الدكتور عبد الشكور التوتنجي والدكتور بركات زلوم، بحضور الاخ طارق الجابي المشرف على فضائية "عودة " وكان المتحّمس فينا لتطوير اعلام فلسطيني متميز هو الدكتور بركات زلوم.
اتفقنا على لقاء آخر لاستكمال الحوار.
ولكن مشيئة الله ارادت ان يسبقنا بركات الى ملكوته بعد اقل من يومين حيث دخل المستشفى صباح السبت 28/6 لاجراء عملية قسطرة.
لمن لا يعرف بركات.. فهو من الاصوات القوية الهادرة والمتحمسّة دوماً.. وفي الوقت نفسه كان صوته من الاصوات الهادئة الرقيقة رقّة برنامجنا الاذاعي في ذلك الوقت " كلمات الى فلسطين .. الوطن والشعب" الذي كان متخصصاً في كتابته الاخ يحيى رباح.
كان بركات فدائياً التحق بحركة فتح بعد هزيمة حزيران العام 1967م وتدرب في معسكرات الجيش المصري ثم التحق بإذاعة صوت العاصفة.
كنت وإياه نسكن مدينة البعوث الاسلامية.. المدينة الجامعية لجامعة الازهر في القاهرة .. والتي خرجّت الكثير من ابطال وكوادر حركة فتح، امثال ابو امية شهيد معركة الكرامة الخالدة والكادر المقاتل ابو علي سعد ومذيعي صوت العاصفة .. الطيب عبد الرحيم، يحيى العمري، خالد مسمار، عبد الله حجازي.
عندما تمّ اغلاق الاذاعة بسبب موقف حركة فتح من مبادرة روجرز توزعنا نحن المذيعين على عدة دول عربية.
كان من نصيب بركات ان ذهب الى الجزائر هو والاخ يحيى رباح وهناك اكمل بركات دراسته وحصل على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية واصبح استاذاً جامعياً في احدى جامعاتها.
ثم جاء الى الاردن حيث التحق بجامعة الزيتونة استاذاً للغة العربية فيها. الى ان وافاه الاجل السبت 28/6 وفي آخر يوم من شعبان.
رحمك الله أخي بركات لتلتحق بركب صوت العاصفة في السماء .. فؤاد ياسين (ابو صخر) استاذنا ومعلمنا، ومحمد حسيب القاضي، وابو هشام المزين وصلاح الحسيني (ابو الصادق)، وعارف سليم، ويوسف القزاز، ويوسف احمد ومحمد ابوزهرة، ونعم فارس، و... كلنا على الدرب.
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا " صدق الله العظيم.