الشهداء احياء في رحاب السماء - فراس الطيراوي
نتلظى ودمانا تشهدُ ... مطلع الفجر وقد لاح الغدُ.. نحن لبينا فيا ارض اشهدي ... لحمنا في كل درب يشهد ... انها الارض ، ارض فلسطين الحبيبة ويومها المشتعل ابدا بدم شهدائها .. من خليل الرحمن ،الى جنين القسام، الى رام الله الصمود، الى قدس الأقداس، الى غزة العزة، دمانا في كل مكان تشهد في كل حارة ، ومدينة، وزقاق ، ومخيم حتى أطفالنا لم تسلم لقد خطف المستوطنين الأوغاد طفلا وقتلوه حرقا ، لقد عاد محمد ابو خضير شهيدا " ولوَلتْ أمه ُ في صمتٍ عليه ... طبعت في خده الأيمن قبلة.. طبعت في خده الأيسر قبلة .. طبعت في شفتيه .. وهي تدري .. ان من يذبح حبا في الوطن .. سوف تغدو هذه الارض له .. أغلى كفن .. ولولت أمه في صمت .. وسال الدمع سال .. فوق خديها .. وخدَّيْ ولدٍ .. عاد للبيت ذبيحاً .. وعريساً كالرجال .. انها تبكي زمانا همجياً .. طال فيه كمد الأم .. وصبر الوالد الكهل .. وطال الصبر طال .. انه عصر فتوح واحتلال .. " فإلى اين نصل ؟؟ .. شعر هايل عساقلة " فهذا الفتى الفلسطيني والذي استشهد يمثل أطفال فلسطين والذين يتعرضون للقتل والاعتقال والتشويه لمجرد خشية الاحتلال من وجود هذا الطفل الذي سيكبر وسيكون مدافعا عن وطنه .. هذا الطفل مسكون بالوطن ، ولكنه لم يقم باي فعل مقاوم ، ولكن الاحتلال هو الاحتلال " يقتاد الاطفال طوابيرا الى ساحة موت وزنازين اعتقال " .. وهذا ما جعل الام تبكيه بصمت وحرقة ، لانها لا تعرف لماذا قتل ، وما هو الداعي الى ان يذبح او يحرق ، ولكنه الاحتلال البغيض الذي يدمر الشجر، والبشر، والحجر ساعيا الى إنهاء الانسان الفلسطيني بكل الوسائل والطرق ، لذلك كان كل هذا القتل ، وكل هذا الدم ، وكل هذا التدمير .. ولكن ليعلم المحتل بان الفلسطيني صامد في ارضه وفي بيته وفي قدسه متماسكا قويا قادر على الثبات والتحدي والامتلاء بالحياة والأمل رغم الآلام والمحن.
ومقاومته للمحتل حق شرعي كفلتها كل الشرائع السماوية، وكل القوانين الدولية طالما بقي جاثما على ارضنا الفلسطينية، ولا بد ان يأتي يوما ويرحل هذا المحتل عن ارضنا، وعن بحرنا، وعن سمائنا، وفي الختام لتكن فلسطين هدفنا، والقدس بوصلتنا، والاسرى في حدقات عيوننا، والوحدة الوطنية طريقنا الى النصر والحرية.