أهداف جديدة تتخلق مع معركة الذهاب للأمم المتحدة
وفا- زلفى شحرور
قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" صائب عريقات" معركتنا الآن ليست تحسين شروط الاتفاقيات مع إسرائيل، معركتنا الآن هي إعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا".
وبين صائب في حديث لـ"وفا" اليوم الإثنين، "أن نظرة على اتفاق باريس الاقتصادي وغيره من الاتفاقيات تظهر مدى الإجحاف الذي لحق بالسلطة الوطنية جراء هذه الاتفاقيات التي تجاوزها الزمن".
وكانت العديد من التصريحات على لسان مسؤولين فلسطينيين قد صدرت بعد عودة الوفد الفلسطيني من نيويورك، من نوع إلغاء اتفاقيات باريس الاقتصادية وأن "المرحلة المقبلة ستشهد اشتباكا على أكثر من جهة، ولن تقبل السلطة الوطنية تنفيذا انتقائيا لاتفاقية أوسلو" وأن السلطة الوطنية ستعيد النظر في التجارة مع إسرائيل التي تصل صادراتها للأراضي الفلسطينية نحو مليارين ونصف مليار دولار سنويا".
ويضيف عريقات، "السلطة هي ثمرة كفاح الشعب الفلسطيني، ولكن إسرائيل تصر على تفريغها من مضمونها وولايتها، والإستراتجية الإسرائيلية تقوم على إجراءات تهدف لاستمرار عمل السلطة الوطنية دون أي ولاية لها".
ويرى عريقات أن تصريح وزير المالية الإسرائيلي اليوم لا معنى لها سوى أن إسرائيل لا تأبه بالسلطة الوطنية ولا تعترف بها، وأنها نصبت نفسها بديلا عنها، وعملت على سحب الولاية السياسية والاقتصادية منها، وضربت عرض الحائط بكل الاتفاقيات معها وتتصرف وكأن لا وجود لهذه الاتفاقيات التي من المفترض أن عمرها الزمني انتهى وهي تسير خارج إطارها الزمني".
وعن مغزى هذه التصريحات يقول وزير العمل أحمد مجدلاني، "نحن اليوم أمام وضع سياسي جديد طرحناه على الأمم المتحدة، ونقلناه لها بعد فشل كل الاتفاقيات الموقعة بيننا وبين الجانب الإسرائيلي بالوصول إلى اتفاق حول الوضع النهائي رغم كل المواعيد والجداول الزمنية".
ويضيف، "نحن نعمل اليوم على إنهاء الاحتلال وصوغ علاقة جديدة سياسية وتجارية بين دولتين في إطار التعاون المشترك، ولا نتجه لإعادة التفاوض على قاعدة الاتفاقات السابقة القائمة على أساس المرحلة الانتقالية".
ويؤكد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن المرحلة الانتقالية بكل التزاماتها تجاوزها الزمن، ونحن أمام مرحلة جديدة ينبغي علينا التعمق في تفاصيلها وعلى رأسها اتفاق باريس الاقتصادي وبالأخص موضوع التبادل التجاري والضريبة.
مدير عام معهد الدراسات الاقتصادية "ماس" سمير عبد الله يعلق بدوره على هذه التصريحات ويقول، "واضح أننا أمام مرحلة جديدة، تتغير فيها قواعد اللعبة من مدريد مرورا بأوسلو، التي فشلت فشلا ذريعا، حتى اليوم، وهي غير قادرة على الاستمرار، ولها انعكاساتها على الأرض لدفع الحقوق الفلسطينية على الأجندة الدولية بصورة أقوى وتحمل تبعات التغيير في الأجواء التي لم يكن فيها اختلافات في المواقف حول العملية نفسها والتي انتهكتها إسرائيل".
ويضيف، "لا نتوقع فقط قطع المساعدات الأمريكية، ولكن إسرائيل ستعتقد أن هامشها أوسع لارتكاب المزيد من الانتهاكات وتصعيدها بسبب التمايز الفلسطيني الأمريكي في الموقف".
ويقول عبد الله، "علينا أن نكون مستعدين ليس فقط للصمود، وإنما علينا إطلاق مبادرات لتثبيت حقوقنا واستغلال أكبر للهامش المتاح أمامنا، رغم معرفتنا أننا تحت الاحتلال، وذلك من خلال مراكمة مقومات الصمود وتحسين مستوى الحياة".
ويضيف، "إذا فكرنا بصورة منفتحة يمكن لنا تجميع مصادر مهمة لدخل السلطة وزيادة قدرتنا على الصمود.
ويعتقد عبد الله أنه يمكن عمل الكثير من خلال زيادة حصة المنتج الفلسطيني، وهو موضوع حيوي ومهم، وتخفيف العجز التجاري مع إسرائيل والعالم بزيادة القدرات الذاتية في إنتاج احتياجات المواطنين، وتغيير مفهوم الشراء وهو جزء مهم في معركة التحرر من الاحتلال، وعلى المواطن أن يتعلم كيف يختار سلة احتياجاته واحتياجات بيته، وترشيد نفقاته.
ويضيف، "كذلك يجب ملاحقة المقاصة مع إسرائيل بصورة أكبر، وتشجيع التجار على تقديم فواتير المشتريات من إسرائيل".
ودعا عبد الله لزيادة الاستيراد المباشر وزيادة التجارة مع الدول العربية المجاورة أو من خلالها، ووقف التجارة مع إسرائيل كونها تفقدنا الكثير من الجمارك.