غزة المصلوبة على اعواد المحرقة !!
امام درج البيت، وتحت شبابيكه، في غرفة النوم وعلى المسطبة، في ازقة الحواري الضيقة، والدكاكين المغلقة، جثث واشلاء متناثرة لاطفال حاولوا اللحاق بامهاتهم، وابائهم وامهات يبحثون بفزع عن ابنائهم .
هنا في الشجاعية مجزرة مدوية في كل بيت وحارة وشارع، في كل مدرسة وعيادة حتى سيارات الاسعاف دمرت والمسعفون احترقوا داخلها .
هنا على الرمال الساخنة، دماء تختلط بكراريس الاطفال والعابهم، وساندويشات اعدت على عجل لتناول السحور، في تلك الليلة الطويلة الدامية، التي لاحقت فيها قذائف الدبابات وصواريخ الطائرات الهاربين من الجحيم في لحظة جنون للقتلة ونوم تقيل لضمائر الجالسين على مقاعد المتفرجين من دعاة العدالة الانسانية العوراء !!
في منطقة البلتاجي شرق مدينة غرة رصدت عدسات الصحفيين في لحظة هدنة انسانية قطعتها قذائف الدبابات وصواريخ الطائرات جثث متفحمة واشلاء متناثرة، بينهم نساء واطفال رضع وشيوخ ركع .. هنا تحت بيت الدرج مشهد مروع لعائلة كاملة،امهات واباء واطفال يحتضون بعضهم بعضا في مشهد صادم ظلوا ليلة كاملة وهم ينزفون حتى قضوا جميعا في المكان بينما لازالت هناك اناة تسمع تحث انقاض البيوت وانفاس اطفال وشبان ونساء وقد اطبقت عليهم جدر البيت ظلوا ينزفون دون ان تتمكن طواقم الاسعاف من الوصول اليهم !
هنا في المشافي والعيادات ضاقت الثلاجات بالشهداء والاسرة بالجرحى في اروقة المشافي اناة جرحى وصرخات ام ثكلى واباء وامهات يبحثون عن ابنائهم وبناتهم بين الشهداء والجرحى.. هنا على الدوار وتحت الاشجار جثث ودماء تملأ المكان .
انها النازية تطل علينا اليوم بنسختها الديجيتالية الحديثة تعود باسماء جديدة مرادفة للهتلرة لتمارس المحرقة المفتوحة بحق الابرياء من الامنين في بيوت الطوب التي دمرت على رؤوسهم بينما يساق الهاربون من الجحيم بملابس النوم الى الموقدة التي اعدت لهم على ارصفة الشوارع في الازقة الضيقة .
غزة اليوم تصلب على اعواد المحرقة المفتوحة على الهواء .. فالماساة اتسعت وسعت صدعت بلغت حد الصلب ..... من صلبوا كل نبي صلبوا الليلة شعبي؟!!