شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

من دمائنا نتعلم - يحي رباح

من الذي يبعثر القبور من سكانها في قطاع غزة بعد قصف احدى عشرة مقبرة من خلالها قصفها بقنابل كبيرة الحجم بواسطة طائرات الF16الأميركية ؟ ومن الذي يستهدف الأطفال الفلسطينيين بالموت فيخطف أعمارهم قبل أن تبدأ ويصادر المستقبل قبل أن يحل؟ ومن الذي يشرد نصف مليون فلسطيني من أهل قطاع غزة, ويجعلهم يبحثون عن الايواء في مدارس وكالة الغوث التي لا حصان لها ، او يهيمون على وجوههم في الطرقات أو يتكدسون عند اقاربهم في بيوتهم المزدحمة اصلا ، لان القيادة السياسية والعسكرية والحزبية والدينية والشعبية الاسرائيلية وضعت هدفا من اهدافها بتدمير بيوتهم فوق رؤوسهم وتحويلهم الى لاجئين للمرة الالف. 
هذه الاسئلة ليست سوى جزء من مسلسل طويل له اجابة واحدة متكررة ، والاجابة هي ان اسرائيل الفكرة والمشروع والدولة والنسيج العقائدي والاجتماعي هي من تفعل ذلك ،وكل مفردة من مفردات هذه الدولة تساهم في رسم هذا المشهد العدواني الكارثي ابتداء من اعضاء الكنيست الذين كانوا يصرخون كالذئاب المهتاجة : اقتلوهم ، اقتلوا الفلسطينيين ، وكذلك الاحزاب التي تتحول فجأة من موقع المعارضة الى موقع التأييد .
وبالتالي تستعيد اسرائيل في ذاكرة العالم من أمم وشعوب صورتها الاولى، صورة بشعة طافحة بالكراهية والعداء والاحتقار للاخر والاستهانة بدمه فلماذا يغضب قادة اسرائيل عندما يرون الشعوب تكتشف من جديد صورة اسرائيل الحقيقية ، وخرافة اسرائيل الاساسية ، وخطيئة اسرائيل الاولى ، بانها زرعت هنا في هذه المنطقة لتكون اداة للشر والموت والكراهية اسرائيل منذ زرعها في هذه الارض لم تستطع ان تبتعد عن اصلها الذي صنعت من اجله ، ولم تستطع ان تبتعد كثيرا عن حققتها بانها دولة الارهاب الدموي، وانها لا تبني مع الاخرين سوى هوة العداوة والحقد والموت والبشاعات.
ولكن اسرائيل : التي ترتكب كل هذه البشاعات ، والذي يكتشفها العالم اكثر واكثر فتخاف هي من هذا الاكتشاف الى حد الذعر ،لديها خبرة كبيرة بحيث تخرج سليمة في كل مرة من مغبة اخطائها وخطاياها ، من خلال تهشيش وتبشيع صورة الشعب الذي تواجهه ،وهو شعبنا الفلسطيني العظيم الذي لم يتوقف عن الكفاح البطولي لحظة واحدة ، وقدم في مجال الصمود والقدرة على البقاء والابداع والمقاومة اساطير تفوق الخيال ابتداء من ثورة الفاتح من يناير عام 1965 ، وحتى اسطورة الصمود والمقاومة في غزة هذه الايام ، وذلك من خلال التشرذم الفلسطيني ، تشرذم الفصائل ، وتشرذم العناوين ، وافتعال الخلافات ،والسقوط في لعبة التجاذبات الاقليمية في هذه المنطقة التي تتغذى على دمائنا ولكنها لا تفيدنا بشيء عندما تحدث الكارثة.
في هذه التجربة لحالية، لدينا ما هو مفاجئ ولدينا ما هو ثمين ،بسببه انطلقت هذه الحرب الاسرائيلية ضدنا ، وبه استطعنا ان نجسد حقيقة الصمود والابداع ، انه وحدتنا الوطنية الفلسطينية ، وحدة الموقف الفلسطيني والتعدد في ظل الوحدة.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024