حياتنا - اسلام مزاجه أميركي - حافظ البرغوثي
لم أعثر على أي نص يؤكد أن الوزيرة الأميركية السابقة هيلاري كلينتون ذكرت في كتابها الأخير خيارات صعبة من أن داعش صنيعة أميركية وأنها أي واشنطن كانت ستعترف بها في العام الماضي فور اعلانها.. لكن هذا لا ينفي كون واشنطن وراء كثير من الكوارث في المنطقة العربية فالوزيرة السابقة مادلين اولبرايت أشارت قبل أكثر من عقد في مقال لها الى أن في المنطقة «العربية» عناصر يمكن جعلها تقتتل فيما بينها بما يخدم المصالح الأميركية ولا داعي لتدخل عسكري أميركي مباشر. وتلا ذلك تبشير كونداليزا رايس بما يسمى الفوضى الخلاقة.. وتلا ذلك قول جيمس وولسي رئيس المخابرات الأميركية الأسبق في عام 2006 عن خلق إسلام يناسب الغرب ثم جعل المسلمين يقتتلون فيما بينهم ثم يأتي الزحف الغربي عليهم وينتصر.. كثيرة هي الأدلة على التورط الأميركي في كوارث المنطقة الحالية فالمخطط الجاري الآن هو التفتيت، أي تفتيت العراق.. وسوريا وليبيا، وكان مرجحا تفتيت مصر.. وجار تفتيت اليمن.. وتقسيم بعض دول الخليج.. الخ. وإقامة دولة كردية في شمال العراق وشمال شرق سوريا.. وليس أدل على ذلك من أن واشنطن رفضت نداءات نوري المالكي بالتدخل ضد داعش عندما بدأ يهدد بغداد لكنها تدخلت عندما بدأ داعش يهدد كردستان العراق.
فالدواعش والفواحش والجماعات التي ترفع لواء الدين صارت كأنها ترفع السلاح بتوقيت واشنطن وتحارب أميركا شفويا وتقتل أعداء أميركا عمليا.. فهل هذه صدفة عرضية أم مع سبق الاصرار والتربيط والتزبيط والترصد والتعمد والتدعوش والتدروش.