تلة أم عامر بغزة... إرث ثقافي وحضاري مهدد بفعل العدوان
رام الله - علاء حنتش
لم يسلم الموروث الثقافي والطبيعي من العدوان على قطاع غزة، بعد تضرر عدة مواقع أثرية ومباني تاريخية عدة، كما هو الحال في موقع تلة أم عامر أو ديرا لقديس هيلاريون في النصيرات، المسجل على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي،لما يمثله هذا الموقع من قيمة استثنائية من جوانب تاريخية وثقافية ومعمارية ودينية.
من جانبه قال مدير عام المواقع الأثرية في وزارة السياحة والآثار أكرم العجلة في تصريح لوكالة 'وفا': إن جدران المرافق الخاصة بالدير تصدعت بشكل كبير، خاصة الكنيسة، إضافة إلى حدوث انهيارات في منطقة الحمامات الرومانية؛ نتيجة القصف المتواصل في المناطق المحاذية للموقع بالقذائف، والتي كان ينتج عنها ارتجاجات هائلة، وفي حال لم يكن هناك تدخل سريع وعاجل، وخطة لإنقاذ الموقع فإنه سيتعرض للتدمير'.
وأضاف:' إن مساحة الموقع الفعلية تمتد لأكثر من خمسين دونما، ونحن نتعامل مع حماية مركز الموقع الذي تقدر مساحته من ستة إلى ثمانية دونمات وفيه أهم المعالم المعمارية والأثرية، ويحتوي كنيستين ومدافن وقاعة المعمودية وقاعة للاستقبال وغرف للطعام وصهاريج وأفران طينية، وقنوات توصيل وصرف المياه، بالإضافة إلى لوحات فسيفسائية ومخطوطات إغريقية مزخرفة برسوم هندسية'.
وحول أهمية الموقع أجاب: إنه يمثل قيمة عالية جدا، ووجد مع ازدهار مراكز التعبد والرهبانية في فلسطين خلال الفترة البيزنطية، وكان مركزا للتبشير وانتشار المسيحية في منطقة غزة وأوروبا؛ لأنه يقع على ملتقى الطرق بين كل من مصر، وفلسطين، وسوريا، وبلاد ما بين النهرين والتي تربط إفريقيا وآسيا.
من جانبه قال وكيل وزارة السياحة والآثار حمدان طه إن الوزارة قامت سلمت تقريرها عن الأضرار إلى الجهات المعنية الدولية والمحلية بما فيها منظمة 'اليونسكو'، ولجنة التراث العالمي، بالإضافة إلى متابعة الوضع في موقع تلة أم عامر ومواقع أخرى مسجلة على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي كميناء غزة القديم، ووادي غزة'.
وتابع:' بالنسبة لموقع تلة أم عامر هناك عمل مشترك يجري بالتعاون مع منظمة 'اليونسكو' وجهات فرنسية للحفاظ على قيم هذا الموقع '.
من جانبه، صرح الدكتور عيسى الصريع من معهد الآثار بجامعة القدس بأن 'الوضع لا يسمح حاليا بالتدخل لإنقاذ الموقع ميدانيا بسبب صعوبة الوضع الأمني نتيجة العدوان الإسرائيلي.
وأضاف: ولكن بعد تثبيت التهدئة يجب دراسة الموقع من قبل مختصين بالهندسة المعمارية والآثار والترميم لإعادة دراسة المواد المستخدمة في البناء لإعادة الإصلاح بالتقنية القديمة نفسها؛ لأنه لا يسمح باستخدام مواد مختلفة عن المواد الأصلية كون ذلك يؤدي إلى ضياع المعلم، وبالتالي ضياع إرث ثقافي وحضاري وإنساني للأجيال المقبلة.