شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

يا عروبتي - حافظ البرغوثي

صادفت في شهر أغسطس الجاري ذكرى معركة مرج دابق 1516 بين السلطان العثماني سليم الأول وجيش مصر والشام بقيادة السلطان المملوكي قانصوه الغوري وهي معركة فاصلة في التاريخ أوقعت الأمة العربية تحت الاحتلال التركي لمدة 500 سنة.

وفي العراق كانت هناك الدولة الصفوية التي أجبرت سكان ايران على التحول من المذهب السني الى المذهب الشيعي من السني بالقوة استناداً الى الجيش الفارسي بعد سقوط الدولة الفاطمية في مصر، وكان اسماعيل الصفوي يرغب في توحيد ايران على مذهب مخالف للعثمانيين السنة حتى يؤسس دولة مختلفة.
وفي معركة مرج دابق حاول سليم الأول استقطاب المماليك ليبايعوه ضد الصفويين في العراق، لكن قانصوه الغوري رفض، فحشد له سليم جيشاً عرمرمياً وزحف نحو سوريا بينما زحف الغوري بجيشه نحو حلب بعد أن ضم اليه جنوداً من بلاد الشام وإن كانوا أقل عدداً.
وفي بداية المعركة شن جيش مصر والشام هجوماً شرساً على الترك وكاد سليم يستسلم لكن خاير بك والي دمشق انحاز الى الترك فكسبوا المعركة وتمكن الأتراك من السيطرة على بلاد الشام والوصول الى مصر.
ومنذ ذلك التاريخ دخل العرب في غيبوبة امتدت خمسمئة سنة من الانحطاط والتخلف، فالحكم التركي لم يبن حجراً على حجر ولا بنى مدرسة أو مستشفى وكان يجبي الضرائب ويجند الشبان العرب للحرب في البلقان ويحتفظ بجنوده الترك في البلاد العربية كقوة احتلال.
وهذه القرون العجاف ساعدت عندما ضعفت السلطة المركزية في الاستانة على وقوع الدول العربية كلها تحت الاستيطان البريطاني والفرنسي والايطالي فيما سمي لاحقاً بسايكس بيكو.
وباستثناء محاولة محمد علي باشا مواجهة الترك وزحف ابنه ابراهيم الى شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام ودخوله تركيا للاطاحة بالحكم التركي فإنه لم تسنح فرص للخروج من فترة الانحطاط التركية لاحقاً.
ويكفي أن نشير الى أن فرنسا وبريطانيا وتركيا كانت في حالة حرب بينها، لكنها توحدت لمواجهة محمد علي باشا لأنه أراد بناء دولة قوية في مصر وبلاد الشام.
التاريخ يكرر نفسه، الترك ومن خلفهم الأميركيون والغرب يعبثون في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصفويون أعادوا السيطرة على العراق، ومصر التي تحاول اعادة بناء نفسها تتعرض لمؤامرة وهناك خاير بك القطري الذي ينحاز للترك ضد العرب.
أما لهذه الأمة من رجال عرب أقحاح يخرجون لقول لا لهذه التحالفات والمؤامرات؟ لماذا ينحاز المفكرون والمثقفون لهذا الطرف أو ذاك؟ ولا انحياز للقضية العربية. فلا مماليك تحارب الترك ولا قبائل عربية تقاتل الزحف الصفوي، ولا "حلحولي" يناوش الفرنجة في بيت المقدس، الحلحولي ثائر فلسطيني ذهب الى دمشق وبغداد طالباً نجدة القدس، فلم يجد صدى لطلبه، فعاد وشن حرب عصابات ضد الصليبيين حتى استشهد".
وظيفة المفكر والمثقف العربي أن يعيد بعث الفكرة العروبية والاستقلال والانفلات من الفرنجة والترك والصفويين الآن، ففي جحيم الارتزاق المملوكي غير النظيف للجماعات والأحزاب والتيارات المتطرفة، يجب أن تبعث العروبة مجدداً، فهي ما بقي لنا وإلا تعرضنا للانقراض، فإن ذلت العرب ذل الاسلام، والله من وراء القصد.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024