شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

أحب غزة - يحيى رباح

يوم الاحد الماضي بدأ العام الدراسي في فلسطين, وكان قرابة مليون ونصف المليون تلميذ فلسطيني من الصف الأول الابتدائي وحتى تلاميذ الثانوية العامة قد تهيأوا لهذا اليوم, من خلال تجهيز الملابس المدرسية بألوانها المختلفة حسب مراحل التعليم الاساسي, وحسب نوع المدارس ان كانت حكومية أو تابعة لوكالة العوث «الاونروا» او المدراس الخاصة, وحسب تخصصات التعليم ان كان عاما او تجاريا او زراعيا او شرعيا. ومعروف ان اليوم الاول في العام الدراسي هو يوم بهيج, يوم للأمل وللمستقبل, يوم يعتني به الشعب بأكمله, حيث مئات الالاف من الآباء والامهات يرافقون اولادهم وبناتهم الى مدارسهم وخاصة الذين يذهبون لأول مرة !!!وحيث اليوم الاول يغلب عليه الطابع الاحتفالي الوطني, فالطوابير تحيي العلم وتنشد النشيد وتستمع الى كلمات توجيهية من المسؤولين والمختصين.
الا غزة, الا قطاع غزة, فقد كان غائبا عن مشهد الفرح والاحتفال, غارقا في مشاهد الموت وفوضى الدمار وهمجية العدوان الاسرائيلي المتعمد, المخطط له منذ فترة –وليس انزلاقا عشوائيا كما يثرثر بعض المحللين الاغبياء –وقد كان القرار الاسرائيلي منذ اللحظة الاولى كما أعلنه نتنياهو بانه لا حصانة لأي مكان او اي شخص او اي شيء في قطاع غزة! لأن تدمير قطاع غزة, وتحطيم قطاع غزة واصابته بالشلل والكساح هو اعظم هدف عند الاسرائيليين لكي يظل يضرب به المثل, ولكي يصبح عبئا على نفسه, ولكي يلقى به هناك وراء السياج لا يقبل به احد!
ولكن الشعب الفلسطيني كان له رأي آخر, عبر عنه اهل الخليل بصورة مدهشة تفوق الايقاع العادي المتوقع, فقد شكل المئات من التلاميذ في مدارس الخليل لوحة تشكيلية بأجسادهم, لوحة خارقة تقول :احب غزة !
ملاحظة : عندما جاء سيدنا ابراهيم مهاجرا الى الخليل –تلك العاصمة الكنعانية العريقة وماتت زوجته سارة بحث عن قطعة ارض صغيرة يشتريها ويدفن فيها زوجته, ولكن القوانين التي كانت سارية في مدينة الخليل الكنعانية آنذاك كانت تمنع بيع الارض للغرباء! فأهداه ملك الخليل الكنعاني مغارة ليدفن فيها زوجته سارة.
ثم ان غزة التي تواجه الآن ابشع طور من اطوار الاحتلال الاسرائيلي البشع تناضل ايضا لاسقاط الخرافات والاساطير التي اقيمت على اساسها اسرائيل, وبالنسبة لهذه الاساطير التوراتية والتلمودية فإن غزة (مطرودة من عين الرب ) بل انه حسب مراثي ارميا (فان الصلع يأتي الى غزة )وان الفلسطينيين في غزة (يأتيهم دمار صغير ثم يأتي الدمار الكبير )وتشبثا بهذه الخرافات وعبادة لها, فان الجيش الاسرائيلي ينذر سكان البيوت والبنايات والابراج العالية المكتظة بصواريخ صغيرة قبل ان يضربهم بقنابل طائرات الاف 16 التي تبدأ بوزن طن وما فوق ذلك !!!
فهل يبقى بعد ذلك مجال لتلك الاسئلة البلهاء عن الهدف الاسرائيلي ؟ حيث يكرر بعض المثرثرين على الفضائيات باستمرار ما هو الهدف ؟ اننا لا نرى سوى دمار البيوت والمصانع والمدارس والجامعات والمؤسسات ولا نرى سوى قتل الاطفال والنساء, فأين تلك الاهداف الاسرائيلية؟ فهل كل ذلك ذلك الموت والدمار لا يستحق ان يكون هدفا عند الاسرائيليين؟
اسرائيل اصلا هي الخطيئة الاولى, الخطيئة الكبرى, والاحتلال هو بذاته الفعل الاكثر شذوذا لهذه الخطيئة التي تسمى اسرائيل, وبالتالي فان الخلاص من الاحتلال هو الاولوية الاولى والمقدسة, وليس في كل مرة سيأخذنا الاسرائيليون او اللاعبون الآخرون الى اجندة جديدة, فيجب ان يظل جهدنا المخلص الصادق الشريف منصبا على انهاء الاحتلال, فالاحتلال هو الشر كله, وهو ابشع درجة من درجات العدوان, وكل مكسب مع بقاء الاحتلال هو مجرد وهم, وكل دقيقة من عمر الانقسام هي خدمة بالمجان لهذا الاحتلال, وفي السياسة وفي ظل هذا الصراع المحتدم فان النوايا لا قيمة لها, فالمهم في تحديد المصير هو القرار والفعل والنتائج.
احب غزة : هكذا قال اكثر من مائة الف تلميذ فلسطيني في مدارس الخليل في اليوم الاول للعام الددراسي الجديد, استخدموا لغة الجسد بدل لغة الشارات الزاعقة, وهذه اللغة التي تقول احب غزة واضحة لا تحتاج الى الجدل البيزنطي او النقاش السفسطائي, احب غزة ان تعيش, احب غزة ان تكون قلب فلسطين وليس شلوا من اشلاء فلسطين المذبوحة ترمى وراء السياج !!! احب غزة معناها ان فلسطين اكثر حضورا وقوة بوجود غزة, وليس ان تكون غزة عرضا للمقايضة, ولا ضحية خلافات الآخرين التي لا تعنيها وفي بعض الاحيان لا تعرف عنها شيئا، احب غزة يعني ان اعطيها جرعة ماء وليس ان اكتب قصيدة ضخمة عن موتها من شدة العطش !!!

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024