حقول ألغام في طريق الخلاص من الإحتلال - هنادي الطريفي
التحديات الآتية بعد العدوان على غزة، وبعد المعركة السياسية المتواصلة من القيادة ، ستكون كبيرة وحقول الألغام المتفجرة على طريق الخلاص الكامل من الاحتلال لا تزال مزروعة على امتداد الأرض والجو والبحر. "التحديات وحقول الألغام التي تواجه الفلسطينيين من الآن فصاعدا مفتوحة وبلا سقف أو حدود أو مساحة".. أتحدث هنا عن ملفات إستراتيجية كبيرة، وعن معارك إستراتيجية كبيرة، فهناك أولا ملف المدينة المقدسة، التي تواجه في هذه الأيام اجتياحات تهويدية وجدرانا حصارية خانقة، وهناك ملف مدينة خليل الرحمن، التي تجمع المؤسسة السياسية والدينية الإسرائيلية على أن الأماكن الدينية فيها مثل الحرم الإبراهيمي، وكذلك البلدة القديمة، تابعة لهم، وكذلك كل الأماكن الأخرى التي ترى فيها تلك المؤسسة أنها أماكن دينية يهودية يجب أن تبقى تحت السيطرة اليهودية، ناهيكم عن ملف المستوطنات،. يضاف إلى ذلك ملف تهويد الأغوار على امتداد نهر الأردن، وملف السيطرة على مصادر المياه، وملف الجدار، والملف الأكبر هو ملف إقامة الدولة الفلسطينية على امتداد أراضي الضفة والقطاع، ناهيكم عن معركة توحيد جناحي غزة والضفة ... إذا كان المشهد الفلسطيني الراهن ترفرف في فضاءاته في هذه الأيام رايات الصمود المقاوم في غزة، ورايات الانتصار السياسي في رام الله، التي امتدت إلى عموم الأرض الفلسطينية والخارج، فإن التحديات الآتية أمام الفلسطينيين كبيرة وإستراتيجية من الوزن الثقيل، وفي طريقهم حقول ألغام لا حصر لها، تحتاج من أجل تفكيكها وتحييدها إلى جملة شروط واشتراطات فلسطينية، أولا في مقدمتها تعزيز وتكريس الوحدة الوطنية الداخلية وتصليب جدرانها، وتحتاج أيضا في مقدمة ما تحتاجه إلى جبهة عربية وإسلامية حقيقية تتصدى إلى الأجندة الصهيونية والأميركية البريطانية المتحالفة معها، إلى جانب الفلسطينيين وليس من ورائهم...