شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

الغائبون عنّا...الباقون بيننا - محمد علي طه

فعلتْ خيراً مؤسّسة محمود درويش، رام الله، للقرّاء ولمحبّي الشّاعر ولثقافتنا الوطنيّة، حينما أصدرت في هذا العام، بالتّعاون مع "الأهليّة" و"دار النّاشر"، مجموعاته الشّعريّة (22 مجموعة) كما ستصدر لاحقاً مجموعاته النّثريّة (11 مجموعة) كي تكون هذه الأعمال الأدبيّة في متناول أيدي القرّاء وبخاصّة الجيل الشّابّ، إيماناً من المؤسّسة بأنّ تقدير درويش يكون بقراءة تراثه ودراسته وتذوّقه، وحبّذا لو أنّ وزارة الثّقافة الفلسطينيّة أو وزارة التّربية والتّعليم تشتري نسخاً من هذه المجموعات وتوزّعها على تلاميذ المدارس كي نكون أوفياء لشاعرنا وللقيم الوطنيّة والجماليّة والإنسانيّة التي يحملها تراثه.
رحل عنّا في شهر آب 2014 الشّاعر سميح القاسم، رفيق الدّرويش وتوأمه وأحد "شطريّ البرتقالة" – وهو الاسم الذي أطلقته عليهما حينما نشرتُ رسائلهما في صحيفة "الاتحاد" – تاركاً لنا تراثاً شعريّاً ونثريّاً يربو على ستّين كتاباً، ولا أدري عدد القرّاء الذين قرأوا هذا التّراث كلّه أو بعضه، وكان قد رحل عنّا قبل سنوات مبدعون كبار مثل معين بسيسو وتوفيق زيّاد وفدوى طوقان وحسين البرغوثي وراشد حسين وهارون هاشم رشيد وعلي الخليليّ وجبرا إبراهيم جبرا وإميل حبيبي وغيرهم، وأصدرت، بصورة محدودة، بعض دور النّشر وبعض المؤسّسات نتاجهم أو شيئاً منه بُعيد رحيل كلّ واحد منهم. ومضت سنوات وُلدت فيها أجيال وشبّت أجيال لم تقرأ نتاج هؤلاء المبدعين بل لم تسمع بهم أو ببعضهم. وكيف تقرأ أو تسمع في حين أنّ الكثيرين من الذين جايلوهم لم يقرأوا نتاجهم؟! 
كم طالباً ثانويّاً أو جامعيّاً قرأ ديواناً أو مسرحيّةً أو كتاباً نثريّاً لمعين بسيسو؟ وكم طالباً في جامعة بير زيت قرأ عملاً لحسين البرغوثيّ؟ وكم طالباً في جامعة النّجاح قرأ مجموعة شعريّة لفدوى طوقان أو قرأ مذكّراتها؟ وماذا قرأ طلاب المدارس الثّانويّة في النّاصرة وحيفا من أعمال توفيق زيّاد وإميل حبيبي؟ ولا أبالغ إذا قلتُ: لو أنّنا سألنا طلابنا في المدارس الثّانويّة في القدس والخليل وغزّة والنّاصرة وأمّ الفحم ومدن وبلدات أخرى: من هو معين بسيسو أو جبرا إبراهيم جبرا أو هارون هاشم رشيد؟ هل هو ممثل أو شاعر أو لاعب كرة قدم أو سياسيّ؟ ولو طلبنا من هؤلاء الطّلاب أن يذكر كلّ واحد منهم اسم كتابٍ واحدٍ لأحد هؤلاء المبدعين....فستكون النّتائج مذهلة !!
ذكرتُ قبل سنوات اسم "بيت الشّرق" أمام أكّاديميّ عربيّ من الجليل فسألني متعجّباً: ما هو بيت الشّرق؟ فأجبته مستغرباً: هو مقر فيصل الحسينيّ في مدينة القدس. فسألني ثانية: ومن هو فيصل الحسينيّ؟
وأرجو ألا تتّهموني بالسّذاجة وربّما بأسوأ منها لأنّني سرتُ يومئذٍ في الشّارع وكلّما قابلتُ أكّاديميّاً، محامياً أو صيدلانيّاً أو طبيباً أو محاسباً سألته: أتعرف بيت الشّرق؟ من هو فيصل الحسينيّ؟ 
وعدتُ إلى بيتي مهموماً. 
اعتدنا أن نقول عن كلّ مبدعٍ في يوم رحيله: الغائب عنّا الباقي بيننا، وأؤكّدُ بأنّه لا يبقى بيننا وبين أبنائنا وبين أحفادنا إلا إذا نشرنا نتاجه وعملنا على إيصاله إلى الآلاف منهم.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024