الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم السابع على التوالي    آلاف النازحين يبدأون بالعودة إلى شمال قطاع غزة عبر شارع الرشيد    شهيد وإصابتان برصاص الاحتلال قرب حاجز قلنديا    مصر تؤكد رفضها لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو التهجير    "مركزية فتح" تؤكد رفضها القاطع لمحاولات تهجير أبناء شعبنا من أرضهم    الاحتلال يفرج عن الدفعة الثانية من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    "ثوري فتح": نشارك أبناء شعبنا وعائلات الأسرى المفرج عنهم فرحتهم    الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل    الأحمد يلتقي ممثل اليابان لدى فلسطين    هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال  

هيئة الأسرى ونادي الأسير يستعرضان أبرز عمليات تبادل الأسرى مع الاحتلال

الآن

الغائبون عنّا...الباقون بيننا - محمد علي طه

فعلتْ خيراً مؤسّسة محمود درويش، رام الله، للقرّاء ولمحبّي الشّاعر ولثقافتنا الوطنيّة، حينما أصدرت في هذا العام، بالتّعاون مع "الأهليّة" و"دار النّاشر"، مجموعاته الشّعريّة (22 مجموعة) كما ستصدر لاحقاً مجموعاته النّثريّة (11 مجموعة) كي تكون هذه الأعمال الأدبيّة في متناول أيدي القرّاء وبخاصّة الجيل الشّابّ، إيماناً من المؤسّسة بأنّ تقدير درويش يكون بقراءة تراثه ودراسته وتذوّقه، وحبّذا لو أنّ وزارة الثّقافة الفلسطينيّة أو وزارة التّربية والتّعليم تشتري نسخاً من هذه المجموعات وتوزّعها على تلاميذ المدارس كي نكون أوفياء لشاعرنا وللقيم الوطنيّة والجماليّة والإنسانيّة التي يحملها تراثه.
رحل عنّا في شهر آب 2014 الشّاعر سميح القاسم، رفيق الدّرويش وتوأمه وأحد "شطريّ البرتقالة" – وهو الاسم الذي أطلقته عليهما حينما نشرتُ رسائلهما في صحيفة "الاتحاد" – تاركاً لنا تراثاً شعريّاً ونثريّاً يربو على ستّين كتاباً، ولا أدري عدد القرّاء الذين قرأوا هذا التّراث كلّه أو بعضه، وكان قد رحل عنّا قبل سنوات مبدعون كبار مثل معين بسيسو وتوفيق زيّاد وفدوى طوقان وحسين البرغوثي وراشد حسين وهارون هاشم رشيد وعلي الخليليّ وجبرا إبراهيم جبرا وإميل حبيبي وغيرهم، وأصدرت، بصورة محدودة، بعض دور النّشر وبعض المؤسّسات نتاجهم أو شيئاً منه بُعيد رحيل كلّ واحد منهم. ومضت سنوات وُلدت فيها أجيال وشبّت أجيال لم تقرأ نتاج هؤلاء المبدعين بل لم تسمع بهم أو ببعضهم. وكيف تقرأ أو تسمع في حين أنّ الكثيرين من الذين جايلوهم لم يقرأوا نتاجهم؟! 
كم طالباً ثانويّاً أو جامعيّاً قرأ ديواناً أو مسرحيّةً أو كتاباً نثريّاً لمعين بسيسو؟ وكم طالباً في جامعة بير زيت قرأ عملاً لحسين البرغوثيّ؟ وكم طالباً في جامعة النّجاح قرأ مجموعة شعريّة لفدوى طوقان أو قرأ مذكّراتها؟ وماذا قرأ طلاب المدارس الثّانويّة في النّاصرة وحيفا من أعمال توفيق زيّاد وإميل حبيبي؟ ولا أبالغ إذا قلتُ: لو أنّنا سألنا طلابنا في المدارس الثّانويّة في القدس والخليل وغزّة والنّاصرة وأمّ الفحم ومدن وبلدات أخرى: من هو معين بسيسو أو جبرا إبراهيم جبرا أو هارون هاشم رشيد؟ هل هو ممثل أو شاعر أو لاعب كرة قدم أو سياسيّ؟ ولو طلبنا من هؤلاء الطّلاب أن يذكر كلّ واحد منهم اسم كتابٍ واحدٍ لأحد هؤلاء المبدعين....فستكون النّتائج مذهلة !!
ذكرتُ قبل سنوات اسم "بيت الشّرق" أمام أكّاديميّ عربيّ من الجليل فسألني متعجّباً: ما هو بيت الشّرق؟ فأجبته مستغرباً: هو مقر فيصل الحسينيّ في مدينة القدس. فسألني ثانية: ومن هو فيصل الحسينيّ؟
وأرجو ألا تتّهموني بالسّذاجة وربّما بأسوأ منها لأنّني سرتُ يومئذٍ في الشّارع وكلّما قابلتُ أكّاديميّاً، محامياً أو صيدلانيّاً أو طبيباً أو محاسباً سألته: أتعرف بيت الشّرق؟ من هو فيصل الحسينيّ؟ 
وعدتُ إلى بيتي مهموماً. 
اعتدنا أن نقول عن كلّ مبدعٍ في يوم رحيله: الغائب عنّا الباقي بيننا، وأؤكّدُ بأنّه لا يبقى بيننا وبين أبنائنا وبين أحفادنا إلا إذا نشرنا نتاجه وعملنا على إيصاله إلى الآلاف منهم.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025