أبو مازن للعالم لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي ...- أبو المعتصم عبد الله
من علي منبر الأمم المتحدة وقف مخاطبا العالم ... واثقا بعدالة قضيته ... معلنا للعالم اجمع أننا طلاب حق وعدالة ...
شرح معاناة شعبه وآلام وطنه ... وضع العالم أمام مسئولياته وأمام ضمائرهم ...
طالب العالم بالاحتكام إلي قرارات الشرعية الدولية ... وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ...
رغم التهديدات والوعيد والتحديات ... كان الإصرار الفلسطيني للمضي قدما بكل ثقة وشموخ ... ورغم التشكيك والمزاودات من أغبياء السياسة وقصيري النظر ... لم يتراجع السيد الرئيس عن مشوار التوجه للأمم المتحدة ...
وحتى أخر لحظات ... ظل المرجفون يشككون ويوهمون أنفسهم ومن صار في ركبهم بان الرئيس سيتراجع ولن يذهب للأمم المتحدة ...
وكعادته ... لم يلتفت لهم ولم ينظر للوراء وبقي متقدما بخطوة الواثق بعدالة القضية التي يحملها والأمانة الملقاة علي عاتقه ... وترك المزاودون بأوهامهم يعمهون ...
وجاءت اللحظة التاريخية ... ووقف السيد الرئيس علي منبر الأمم المتحدة ليلقي خطابه ...
دقت القلوب وانتظر الجميع بلهفة وشوق هذا الخطاب التاريخي ... فخلت الشوارع من المارة وتمترس الجميع أمام شاشات التلفاز بترقب يستمعون إلي قائدهم ...
فكان خير خلف لخير سلف ... ومن نفس المكان الذي وقف به الرئيس الرمز ياسر عرفات ليلقي خطابه للعالم ... قائلا كلمته الشهيرة أتيتكم وبيدي غصن الزيتون وباليد الاخري البندقية فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي ... وبنفس نبرة الثائر رددها أبو مازن للعالم لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي ...
وقف السيد الرئيس أبو مازن والقي خطابه التاريخي الشامل تحدث عن قضايا شعبه وآلام السنين منذ النكبة عام 1984م إلي يومنا هذا ... تحدث عن حقنا بالحرية والدولة ... وعودة اللاجئين وتحرير الأسري والقدس ... وكشف جرائم الاحتلال ومستوطنيه وكلابهم ... ومصادرة الأراضي والتوغل الاستيطاني وعن اعتقال النواب وترحيل أهل القدس من أرضهم ... وتطرق إلي كافة قضايانا وحقوقنا ومطالبنا المشروعة ومعاناة شعبه ...
فكان يستحق عن جدارة هذا التصفيق الغير مسبوق والتأييد الكبير ... فكان بحق النجم الوحيد في هذه الدورة السادسة والستين للأمم المتحدة ...
فأعاد بحكمته وحنكته القضية الفلسطينية إلي الواجهة سحب ملف القضية الفلسطينية من علي رف الأمم المتحدة ومسح عنه الغبار وأعاده لمركزيته للواجهة والمقدمة ...
فرأي الشعب الفلسطيني فيه رمزية الياسر أبا عمار وطموح الدولة وحلم الحرية ... فخرج أبناء شعبه إلي الشوارع والأزقة والطرقات معلنين تأييدهم والتفافهم جنبا إلي جنب مع قائدهم ورئيس دولتهم ... وعلت الأصوات وصدعت الحناجر مهللة مكبرة معانقة للقائد ...
ووقف حينها المشككون المرجفون مذهولين كان الصاعقة أصابتهم ... وبلع الثرثارون ألسنتهم ووقفوا عاجزين ... فلم يستطيعوا أن يهتفوا مع الجماهير ولم يستطيعوا منع الجماهير من أن تقول كلمتها ...
وكان الاستفتاء الأكبر من الشارع الفلسطيني للقائد تأييدا ومبايعة ... وبقي الذهول ينتاب المشككون ولم يستطيعوا أن يدافعوا عن معارضتهم للتوجه للأمم المتحدة ... وظلوا مرتبكين متخبطين مصطفين ومتوافقين مع الاحتلال وأمريكا الداعمة للعدو ... فكانوا ثلاثي متوافق ضد حقوقنا وطموحنا وآمالنا وحرية شعبنا ... وأصروا علي أن يبقوا في مربع العدو ضد القيادة الوطنية وضد الجماهير وضد حقوق الشعب الفلسطيني ... فخاب ظنهم والقافلة مستمرة ولن يوقف عجلات التاريخ الواهمون ... والدولة علي مرمي حجر ... وحتما ستنتصر الشعوب ...
وحسبنا الله ونعم الوكيل