سبب هجرة الشباب من قطاع غزة إلى أوروبا - سامي إبراهيم فودة
من عوامل أسباب هجرة الشباب الفلسطيني من قطاع غزة إلى الخارج هي بالدرجة الأولى الحصار السياسي والاقتصادي والأمني المفروض والمشدد على سكان قطاع غزة منذ بداية أحداث الانقسام والذي جعل من الوضع الاقتصادي الصعب والمزري للغاية بالهبوط إلى ادنى مستوياته,مما تسبب في شل مناحي الحياة بكل مرافقه الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية وهذا مما اثر بشكل سلبي وملحوظ على الوضع الاقتصادي الفلسطيني وخلق معاناة شديدة للعائلات الفلسطينية والتي للأسف يوجد جزء كبير منهم ليس لديهم وظائف وهم بدون مصدر دخل لأسرهم وهناك عشرات الآلاف من الخريجين مازالوا عاطلين عن العمل يعانون بسبب الإهمال والتهميش وعدم إيجاد فرص عمل لهم تسبب بارتفاع منسوب مؤشر البطالة إلى أعلى درجاتها وانعدام روح الحياة فيها....
استفراد فصيل واحد بالسيطرة على مفاصل الحياة في قطاع غزة بقوة العسكر وحكمها على طريقته وفرض ما يحلوا له من القوانين الوضعية والتي تتماشى مع وفق سياسته الحزبية المقيتة والذي كان لها الأثر السلبي والسيء والتدميري على معنويات ونفسية الشباب الفلسطيني,لأن ذلك الفصيل اهتم فقط في جوانب الإجراءات الأمنية القمعية المتشددة مع خصومة السياسيين,وترك جوانب ايجابية كثيرة قد تسهم في إنقاذ شريحة كبيرة من الشباب الفلسطيني من إيجاد فرص عمل لهم وانخراطهم في المجتمع وخاصة خريجين الجامعات طيلة فترة الانقسام...
غياب فرض النظام وسيادة القانون واللجوء لشريعة الغاب في محاسبة المواطنين, خلق حالة من انعدام الأمن والأمان والسكينة والسلم المجتمعي مما ترتب عليه انتشار الفوضى وعدم الاستقرار وتفشي ظاهرة الجريمة والفلتان الأمني بالمجتمع الفلسطيني مما خلق جو من الفزع والذعر والخوف لدى الكثير من الأسر الفلسطينية....
تكرار العمليات العسكرية المتكررة من الجانب الصهيوني على قطاع غزة خلال فترة سنوات الانقسام أدى إلى دفع فاتورة باهظة بالأرواح والممتلكات من أبناء شعبنا الفلسطيني الصابر المحتسب على كل ما أصابه من آلام وخسائر فادحة مع تدمير البنية التحية والفوقية والحياتية لسكان قطاع غزة...
إطالة أمد الانقسام السياسي والجغرافي بين شطري الوطن واستمرار حالة المناكفات السياسية والاتهامات المتبادلة على الفضائيات الإعلامية وفشل ملف المصالحة والوحدة الوطنية بين الإخوة الفرقاء في الوطن الواحد وإهمال حكومة حركة حماس والسلطة الوطنية لشريحة كبيرة من جيل الشباب خلال سنوات الانقسام قد أصاب الجميع بانخفاض روح المعنوية وتسلل عوامل اليأس والهزيمة والإحباط والاكتئاب إلى نفوسهم, كما تسبب في فقدان مصداقية الثقة بهذه القيادة المراوغة في مواقفها الغير ثابتة والمتأرجحة من تنفيذ قراراتها المصيرية اتجاه استحقاق قضايا الوطن مع غياب حالة عدم الاستقرار وغموض الأفق السياسي المجهول بشأن القضية الفلسطينية وعدم وجود انتماء عربي وإسلامي لما حدث مع الفلسطينيين في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وتركهم لوحدهم يغرقون في الدمار ويموتون ويعذبون أكثر من خمسين يوما.....
فلما لا فمن اجل جني الأموال وجمعها بطرق غير شرعية لملأ الجيوب ونفخ الكروش وركوب ناطحات السحاب وإشباع رغباتهم االدنيوية,لا تفرق معهم سياسة الربح والخسارة من يرهنون الوطن وأبنائه في حساباتهم الضيقة وعندما يقولوا بالفم المليان فتحرق غزة عن بكرة أبيها ومن فيها,فهنا في قطاع غزة يوجد سماسرة وعقول رجسه وأيادي قذرة ساهمت بشكل كبير في تسهيل عملية الهجرة من غزة بالتنسيق مع عصابات المافيا خارج الوطن وأبناء قطاع غزة يعرفوا أسمائهم بالواحد فأهل مكة أدرى بشعابها فهم من يتحملوا المسؤولية الكاملة أمام الجهات الرسمية والقضائية بقتل هذه العائلات طال الزمن أم قصر .....
رسالتي إلى أبناء شعبي الفلسطيني العظيم أحبائي شباب فلسطين الطاهر الواعد جيل المستقبل والغد المشرق عليكم إخوتي الأحبة بالثبات والصبر والجلد والتشبث والتمسك بوطنكم وتحمل مشقات الحياة وأعبائها والصبر على بلاء وظلم الآخرين الواقع عليكم ....
والله ولي الصابرين .....