التّغريدةُ الدّاعشيّة - محمد علي طه
وسألني الشّيخ الرّئيس: ما دينك؟ فأجبت بفصاحة، ثمّ سألني عن أركان الاسلام وعدد الصّلوات وعدد الرّكعات وعن الفرض وعن السّنّة فأجبتُ بثقة، وقلت في سرّي: قد عبرت الامتحان الدّاعشيّ. وفجأة لمعت عيناه وسألني: ما عدد حروف الميم في صحيح البخاريّ؟ فأجبتُ: 98765 ميماً. فقال: وكيف عرفت ذلك؟ فقلت: أحصيتها طيلة شهر وثلاثة أيّام (مع أنّني لم أفتح صحيح البخاريّ في حياتي).
أناشدكم يا أهلي وربعي أن تدعو لي بالتّوفيق فقد قرّرت أن أتَدَعَّشَ وأن أقطع رؤوس الكافرين والملحدين والمارقين والمرتدّين، بعود قصب، وأن أنشر الدّين الواحد الأحد، فالدّين عند الله الإسلام وما أجمل وما أحلى أن يكون العالم من مشرقه إلى مغربه، ومن شماله إلى جنوبه، ومن قاعه إلى قمّته، ومن ألفه إلى يائه، مسلماً حنيفاً يصلّي الصّلوات في أوقاتها ويصوم رمضان ويتبعه بعشرة من شوّال ويزكّي ماله ويحجّ البيت. فلا بدّ أن أجاهد في سبيل الله كي تقوم دولة لا إله إلا الله، دولة محمّد رسول الله، لا اختلاط فيها بين الجنسين ولا ترى امرأة سافرة أو لابسة عارية، دولة نكاح الجهاد، لا مكان فيها للشّيطان. دولة تبتر يد السّارق وتجذم أذن النّاصت وتقطع لسان النّاقد وتجدع أنف من يشمّ عطر جارته وتدحرج رأس المارق في ساحة المدينة. لا قضاء فيها ولا محاكم فالحكم لله والقضاء لكتابه. الله أكبر ولله الحمد. دولة نظيفة من أعداء الله وعبدة الشّيطان ومن الذين يدّعون أنّ الله تعالى اتّخذ ولداً ويزعمون أنّه اتّخذ زوجة. دولة تخلو من موسيقى الشّيطان ورقص إبليس ورسوم الوسواس الخنّاس. دولة لا عازب فيها ولا مطلّقة ولا عانس، ولكلّ رجل أربع نساء شابّات، شقراء وسمّراء وصفراء وزنجيّة، ولكلّ رجل قوّة أربعين رجلاً ويطوف على نسائه في كلّ ليلة ويغتسل ثلاث مرّات في بيت كلّ واحدة منهنّ، وإذا جاهد فاستشهد فله سبعون حوريّة في كلّ ليلة، وهكذا دواليك، الله أكبر ولله الحمد. واخترتُ لي اسماً رنّاناً فيه تاريخ وإيقاع. أنا القعقاع. أنا خارج إلى بلاد العراق والشّام، بلاد خالد وأبي عبيدة والمثنّى، بلاد القادسيّة واليرموك وحطّين. يا أهل العراق. أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وإنّي لصاحبها حتّى يسود العدل فتسير المرأة المحجّبة في الشّارع لا تخاف رجلاً ابن كلب. ويا أهل الشّام. جاءكم الموت الزّؤام. إنّي أسمع قعقعة السّلاح وعواء الذئاب وزئير الأسود فإلى أين تهربون؟ جاءتكم داعش. لا سهل يحميكم ولا جبل. ولا برّ يقيكم ولا بحر. اسمعوا وعوا. آبار النّفط لي وحقول الغاز لي واليورو لي والدّولار لي والفيل والحمار لي. وبنات الرّوم وبنات اليونان وبنات الرّوس وبنات السّودان لي. لا مكان لغريب هنا. لا مكان لعلمانيّ أو لعلويّ أو لنصرانيّ أو ليهوديّ أو لبوذيّ أو لهندوسيّ أو لشعوبيّ أو لشيوعيّ أو لعربيّ أو لعجميّ. الله أكبر ولله الحمد.
وهنا قال الشّيخ الرّئيس ذو اللحية المخضّبة: هذا رجل في رأسه عقلٌ، وعلى لسانه عسل، خذوه فاطردوه، وعن داعشنا أبعدوه.