معركة الاستقلال وانهاء الاحتلال - وليد ظاهر
تمر القضية الفلسطينية في مرحلة من أخطر وأدق مراحلها، نكاد نجزم انها من اعقد المراحل التي عايشتها، كيف لا ونحن امام مرحلة جديدة ومفترق طرق لإنهاء الاحتلال.
فالحكومة الاسرائيلية ماضية في مشروعها الاستعماري، والتنكر لحقوق شعبنا،غير آبهة بالمناشدات الدولية وغير مكترثة بالقانون الدولي، ضاربة عرض الحائط بكل المبادرات عاملة عن قصد على تقويض حل الدولتين، فالاستراتيجية الصهيونية التي بنيت على التطهير العرقي مازالت هي السائدة في العقلية والممارسات الإجرامية الاسرائيلية، مستمرة في تهويد الارض الفلسطينية، لتزرع اليأس والإحباط في صفوف ابناء الشعب الفلسطيني لتدفع به الى العنف والتشدد والهجرة، وفي ظل انحياز وتبني أمريكي للمواقف الاسرائيلية، ومازالت تفرض اسرائيل حصار جائر على شعبنا في غزة، بعد ان فتكت آلة الحرب الاسرائيلية باهلنا في غزة مخلفة ورائها منطقة منكوبة ووضع كارثي.
أما الوضع العربي فليس افضل حالاً، فهو يعيش مرحلة صراعات طائفية ومذهبية تغذيها قوى سياسية إقليمية ودولية، مما يهدد أمنه واستقراره، لتصبح الاولوية لوضعه الداخلي.
والمصالحة الفلسطينية التي استبشرنا بها خيراً تراوح في مكانها، بسبب الممارسات الحمساوية التي تتهرب من استحقاقات المصالحة، فلقد شكلت حماس حكومة ظل في غزة تحكمه وتديره، بذريعة ان حكومة التوافق لم تقم بواجبها اتجاه غزة، مع ان الجميع يعلم ان حماس هي من تمنع حكومة التوافق من القيام بدورها، حماس تعتبر المصالحة امتيازات ومعاشات لموظفيها، واستمرار في التحريض على القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني، وإطلاق الفتاوي بالتحليل والتحريم تماشيا مع مصلحتها الحزبية، بالمختصر حماس تعتبر المصالحة حقوق وليست عليها واجبات او التزامات اتجاهها، ويخرح علينا محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس بتصريح لموقع صحيفة "الرسالة" المحسوبة على حركة حماس، بأن مصر قد اعتذرت بشكل رسمي عن عدم استضافة جلسات حوار المصالحة بين حركتي حماس وفتح، ليتبين فيما بعد ان التصريح عار عن الصحة، وهنا نتساءل لماذا هذه التصريحات ولمصلحة من ؟؟؟، وفي تصريح اخر للدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس الذي يزور قطاع غزة حاليا، ورد فيه إن "مصر لا ترى في حماس سلطة شرعية، وتريد شرعية مسؤولة للوقوف على معبر رفح"، وهذا ليس رأي مصر فقط بل غالبية الدول تعتبر سلطتها غير شرعية، والحل يكمن في عودة حماس الى فلسطنيتها وفك ارتباطها بالتنظيم الدولي للاخوان، والانخراط في منظمة التحرير الفلسطينية على مبدء الشراكة السياسية وقبول الاخر.
بينما يحارب الرئيس الفلسطيني على اكثر من جبهة، كان الله في عونه، ويمضي أيامه في رحلات مكوكية متنقلا من بلد الى اخر لإحقاق الحق الفلسطيني في الحرية والاستقلال، حيث يتوجه هذه الايام الى الامم المتحدة، لطرح المبادرة الفلسطينية لإنهاء الاحتلال، سيقوم خلالها بإلقاء خطاب تاريخي يكتسب أهمية كبيرة، حيث انه يؤسس لمرحلة جديدة في النضال الفلسطيني، مرحلة الاستقلال وإنهاء الاحتلال، مما يستدعي ان نكون موحدين كالبنيان المرصوص وان نخاطب العالم بصوت واحد، وان نقف خلف قيادتنا لتحقيق آمال وتطلعات شعبنا في إقامة دولته كاملة السيادة وعاصمتها القدس، والعمل على كسب الدعم العربي والدولي ليكون صوتهم معنا.
وأخيرا نقول القسم هو القسم والعهد هو العهد، امضي يا سيادة الرئيس في طريقك فواثق الخطوة يمشي ملكاً، واننا خلفك ومعك شاء من شاء وأبى من أبى، وان الاحتلال الى زوال.