الاحتلال يقتحم جبل المكبر وينصب حاجزا عند مدخل العيساوية    الاحتلال يفرج عن 11 معتقلا من قطاع غزة    "العدل الدولية" تبدأ اليوم الاستماع لمرافعات الدول بشأن المنظمات العاملة بفلسطين    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    الأمم المتحدة: ما يحدث في قطاع غزة ليس أزمة إنسانية بل اعتداء على كرامة الناس    أمناء سر "فتح" بالضفة يؤكدون دعمهم لخطوات الرئيس لوقف الحرب على شعبنا وترتيب الوضع الفلسطيني    الشيخ يشكر الرئيس على ترشيحه لمنصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نائب رئيس دولة فلسطين    اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تجتمع برئاسة الرئيس    9 شهداء في قصف الاحتلال منزلين بمخيم الشاطئ وحي الصبرة في غزة    لازريني: أطفال غزة يتضورون جوعا فيما تواصل إسرائيل منع دخول الغذاء    المجلس المركزي في بيانه الختامي: أولويات نضالنا الوطني هي وقف العدوان والإبادة الجماعية على شعبنا في غزة والضفة ونرفض أية محاولات للتهجير والضم    الرئيس يشيد بتصريحات السيسي التي أكد فيها أن بلاده ستبقى سدا منيعا أمام تصفية القضية الفلسطينية    السيسي: مصر تقف سدا منيعا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية    المجلس المركزي يقرر بالأغلبية الساحقة استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة نائب الرئيس    المجلس المركزي يواصل أعماله لليوم الثاني  

المجلس المركزي يواصل أعماله لليوم الثاني

الآن

سنة أولى جامعة - سما حسن

 
مع مطلع الأسبوع توجه ابني الأصغر إلى الجامعة لينتظم في سنته الجامعية الأولى، وحين كان يستعد للدّوام في أول يوم جامعيّ، كنت أستعيد ذكريات طفولته حين كان تلميذا في الصّف الأوّل الابتدائي، وكان عليّ أن أصطحبه مع " ساندويتش صغير وزمزمية الماء" وقطع نقدية صغيرة أدسّها في جيبه إلى المدرسة؛ لكي أشجعه على عدم البكاء المتوقع في أول يوم للمدرسة.
اجتمع ابني " السنفور" كما يطلق على طلبة السنة الأولى الجامعية بين الطلبة مع أخته وأخيه؛ ليستمع لنصائحهما حول الجامعة وخصوصا الأيام الأولى، ولم يترك ابني الأكبر الأمر يمرّ دون سخرية من أخيه، فأخذ يحذره من الوقوع في خطأ جسيم وهو دخول المصلى أو دورات المياة الخاصة بالطالبات بدلا من دخول إحدى القاعات، والتفت ابني نحوي قائلا: توقعي يا ماما أن أمن الجامعة سيتصل بك وسيطلبون منك الحضور لاستلام ابنك بعد ضبطه في دورة مياه الطالبات.
ضحكنا جميعا ولم تفوّت ابنتي الأمر دون أن تحاول انقاذ " كرامة " الصغير الذي احمر وجهه، فقالت موجهة حديثها لأخيها الأكبر والذي سبقته بعام إلى الجامعة: الله يرحم أيام زمان، عندما وصلتك لباب القاعة ورحت إلى قاعتي، وفي آخر النهار وجدتك أمام باب الجامعة تنتظرني، وأنت لا تعرف مكان القاعة الثانية ولا الثالثة، وهكذا أضعت نهارا كاملا..
شعر ابني بالرّضا حين دافعت عنه شقيقته، وربتّ أنا على كتفه وطمأنته بأنّ من الطبيعي أن يرتبك ويتوه في اليوم الأول من دوامه الجامعي، وبعد ذلك سيعتاد الأمر مثل أخويه.
صمّم ابني أن يغيّر طريقة قصّ شعره، وذلك لأنه يقصه بطريقة كلاسيكية وتحديدا مثل المطرب الراحل عبد الحليم حافظ، فتوجه إلى الحلاق وعاد لي بـ" نيولوك" وحين سألته عن هذا المظهر الجديد قال: هذا النيولوك اسمه " حسن الشافعي"، وحسن الشافعي لمن لا يعرف هو أحد أعضاء فريق تحكيم برنامج اختيار المواهب الأشهر" أراب آيدول" والذي أصبح فارس أحلام الفتيات، وأخبرني الحلاق أن كلّ الجامعة قد أصدرت قرارا بأن يحلق كلّ الطلبة الجدد شعورهم بهذه الطريقة، حينها صمتّ ولم أعلّق، وأدركت أن ابني كان مادة للمزاح والضحك عند الحلاق أيضا.
شعور ابني كنت أعرفه جيدا وهو ينتقل من المرحلة الثانوية، ويودع المقاعد المدرسية؛ ليصبح طالبا جامعيا في جامعة مختلطة خاصة وتربى تربية شرقية، وهو بصفة خاصة لا يجيد التعامل مع الجنس الناعم وشديد الخجل.
حين كان يخرج بصحبة أخويه، وقفت في الشرفة أتابع خطواته المتعثرة مقارنة بخطوات شقيقيه التي تعرف طريقها جيّدا، وكانوا في طريقهم لأوّل يوم جامعي، وضعت يدي على قلبي، وألقيت نظرة على هاتفي النقال وحدثت نفسي: هل سيتصل بي أمن الجامعة حقا؟

 

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House