يجب إلزام إسرائيل بالإعـمـار لتجنب الدمار- أ . سامي ابو طير
دمار ثم إعمار ثم ... وهكذا دواليك ... وتلك هي الحالة المريرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ولهذا فإننا ندور في حلقة مُفرغة بفعل اّلة الدمار الصهيونازية التي لم تعرف البشرية لها مثيلا على وجه الأرض ، وتلك الحلقة المُـدمرة لانزال ندور في فلكها منذ عدة سنوات ولا نعرف إلى متى ؟ وهل أصبح مكتوباً علينا كفلسطينيين الدوران في هذه الحلقة المُفرغة الى ما لانهاية أو حتى قيام الساعة ؟
لذلك يجب علينا كسر هذه الحلقة الملعونة التي تعتبر بمثابة فخاً إسرائيلياً منصوبا بعناية فائقة للشعب الفلسطيني من أجل إلهائه عن التفرغ للقضايا الأهم في تاريخه النضالي الطويل وهي انهاء الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال .
كسر حلقة "الدمار ثم الاعمار" يجب أن تتم عن طريق إنهاء الاحتلال أولاً ، أما ثانياً بحيث أنه إذا لم نتمكن من إنهاء الاحتلال حاليا فإنه يجب العمل على إلزام إسرائيل بعملية الإعمار لما دمرته اّلة الدمار الهمجية الوحشية الاسرائيلية وتعويض عادل للمنكوبين والمشردين نتيجة العدوان البربري على أبناء شعبنا البطل ، وهذا ما يجب أن نعمل على تحقيقه بأي طريقة كانت لنتجنب ويلات الدمار و النكبة التي تقع على رؤوسنا بعد كل عدوان إسرائيلي غاشم على أبناء شعبنا الفلسطيني .
لذلك يجب علينا كفلسطينيين العمل معا وبيد واحدة وبجهود وطنية حثيثة موحدة بالتمترس خلف قيادتنا الوطنية السياسية بقيادة الرئيس محمود عباس ابو مازن من أجل التوجه الى المحافل الدولية وبمساعدة الدول الصديقة لفلسطين للحصول على قرارات دولية مُلزمة لإسرائيل بإعادة الاعمار و بدفع تكاليف ما دمرته اّلتهم التخريبية والهمجية ضد ممتلكاتنا و بيوتنا و أراضينا وعندئذٍ ...
عندئذٍ ستفكر اسرائيل ألف مرةٍ ثم مرة قبل أن تهاجم أرضنا و تعتدي على ممتلكاتنا بسبب أو بدون ، وأعتقد بل أجزم أن هذا الالزام والعمل الهام لو استطعنا إنجازه سيكون نصراً حقيقيا ومؤزراً لنا على اسرائيل لأنه يعتبر الرادع الأقوى لمواجهة التعسف الصهيوني الرافض اعطاءنا حقوقنا الوطنية الكاملة ، والذي سيرضخ في النهاية لإعطاء شعبنا الفلسطيني البطل حقوقه الوطنية من خلال إنهاء كامل للاحتلال الاسرائيلي .
وتعتبر الفرصة مواتية للضرب على رأس إسرائيل لأن فلسطين لها وفدا موحدا في اتفاق التهدئة الأخير مع الاحتلال ،وكان يجب وضع هذا الشرط الوطني ( إلزام إسرائيل بالإعمار )على مائدة المفاوضات ليعلم العدو عواقب جرائمه المتكررة وأنه لن يتم السكوت عليها أبداً من خلال ايجاد رادع قوى لعدم تكرار عدوانه مجددا على أهلنا لأي سبب يراه على هواه .
وعند فشل ذلك الخيّار ( إلزام إسرائيل بالإعمار ) فإنه يجب علينا التوجه للمجتمع الدولي و المؤسسات الدولية لمحاسبة العدو على جرائمه التي لن تسقط بالتقادم أبداً.
الجميع يعلم أنه بعد كل عدوان اسرائيلي على أبناء فلسطين بصفة عامة وعلى أهلنا في غـزة بصفة خاصة فإن العالم يصحو على هول الكارثة والمأساة ثم يتداعى من أجل الاعمار والبناء لجميع نواحي الحياة المدمرة في فلسطين بفعل الة الدمار الهمجية .
ونتيجة لذلك نقوم بعمل دبلوماسي وجهد كبير لإنجاح الجهود من اجل توفير مبالغ كبيرة جدا من أجل اعمار ما دمره الاحتلال ، ناهيك عن عملية الاستجداء من الدول المانحة للإيفاء بتعهداتهم المالية فيما بعد .
لهذا ينعقد المؤتمر الدولي للمانحين لإعادة الاعمار كل فترة وأخرى من الزمن وهكذا دواليك بعد كل عدوان اسرائيلي ... ، ونقوم بعملية البناء من جديد ثم تحدث حربا أخـرى ويتم تدمير ما تم بناؤه سابقا ونبحث من جديد عن إعادة اعمار الدمار !!!
الغريب والعجيب أنه يوجد بعض الممتلكات التي دمرها الاحتلال سابقا لازالت حتى اليوم لم يتم البناء فيها ، وبطبيعة الحال تم البناء أو التعويض للبعض الأخر ، وللعلم فإن الكثير من البيوت التي تم إعادة بناؤها تم هدمها في العدوان الأخير .
أقول ذلك كي نعلم مدى الخسائر الفادحة جدا لفلسطين وأبنائها على خلفية دمار ثم اعمار ... ولهذا يجب إيجاد حل سحري لهذه المُعضلة التي نصبها لنا الاحتلال كالفخ المُطبق دائما على الضحية !!
وكان يجب استغلال تلك الأموال الضخمة التي تذهب هباء منثورا نتيجة للدمار الذي يتلوه اعمار في بناء وتطوير معالم الدولة المستقلة التي ستحقق قريباً بإذن الله .
الحل الأوحد هو إنهاء الاحتلال نهائيا ، وإن لم تتوفر الظروف المناسبة لذلك يجب علينا أن نعمل على إلزام العدو الصهيوني بتكاليف إعادة الإعمار حتى تكون رادعا حقيقيا له عند التفكير مجددا في ارتكاب مزيدا من الحماقات الوحشية ضد شعبنا البطل.
الجزئية الأهم في عملية اعادة الاعمار الحالية هي أنه يجب عدم استفادة اسرائيل بأي طريقة كانت من عملية الاعمار نهائيا وإلا على الدنيا السلام ......
يجب علينا عدم استيراد مواد البناء من العدو الاسرائيلي نهائيا ومهما كانت الضغوط حتى لا نكافئه على عدوانه وتدميره لبيوتنا ومساجدنا ومصانعنا وقتله لأطفالنا الأبرياء .
وإلا فان ذلك يعني النمو السريع للاقتصاد الصهيوني الذي سيعمل على مدار الساعة وسيزدهر و ينمو نتيجة لذلك ويعود الرخاء على اسرائيل من خلال المعاناة الدائمة لفلسطين .
إذا استفادت إسرائيل من برنامج الاعمار فإن سخريات القدّر تتجلى في قمة المأساة و هي اسرائيل تهدم بيوتنا ومع ذلك أيضاً هي المستفيد الأول من اعمار بيوتنا أيضا ... الله أكبر وهل هذا معقول يا قــــوم ؟
لذلك فلنستورد مواد البناء من مصر الشقيقة على سبيل المثال أو من دول أخرى وإذا لزم الأمر وللضرورة القصوى فيجب أن تكون استفادة العدو محدودة جدا مثل ادخال مواد البناء القادمة من الخارج عن طريق موانئه المختلفة لتدخل عبر المعابر مع العدو.
عموما يجب العمل على هذه النقطة جيدا ( عدم استفادة العدو ) دون الرضوخ للضغوط المختلفة للدول المانحة أو أمريكا وغير ذلك ...
اذا كانت تلك الدول تستطيع الضغط فلتضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال أو إعادة اعمار ما تم تدميره !!!
الجميع يعلم بأن العدو الصهيوني يشن علينا كل بُرهة من الزمن عـدوانا يتلوه عـدوانا أّخر أشد فتكا وتدميرا من سابقة لتركيع أبناء الشعب الفلسطيني لثنيهم عن المطالبة بحقوقهم العادلة في إقامة دولة فلسطين المستقلة و عاصمتها القدس الشريف ولكن هيهات ثم هيهات له ذلك ، لأن أبناء فلسطين لن يركعوا و لن يتخلوا عن حقوقهم وثوابتهم الوطنية التي ضحوا من أجلها بأنفسهم و أرواحهم ودمائهم الطاهرة .
لذلك سنبحث دوما عن الحرية والعودة والاستقلال بجميع الوسائل المُتاحة التي كفلتها لنا جميع المواثيق والعهود الدولية والسماوية ، ومن حق الشعوب المحتلة رد الأذى الواقع عليها حتى تنال حريتها كاملة .
وهنا يجب على إسرائيل أن تفهم جيدا إذا ما أرادت العيش بسلام فإنها يجب عليها إرجاع الحقوق الفلسطينية الى الشعب الفلسطيني من خلال إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وهذه القاعدة تعتبر الوحيدة لضمان التعايش السلمي لليهود ، أما دون ذلك فلن يتحقق لإسرائيل الأمان مادام الشعب الفلسطيني لم يهنأ به بعد ، ولهذا يجب على اسرائيل رد الحقوق الفلسطينية الى أهلها عاجلا أو أجلاً .
أخيراً أؤكد بأن إنهاء الاحتلال هي الخطوة الأهم في تاريخ شعبنا الفلسطيني ولهذا يجب علينا جميعا رص الصفوف جيدا والعمل على زيادة التكاثف والمحبة من خلال التثبت بوحدتنا الوطنية وتعزيزها بالانتخابات القادمة، والمضي قُـدما لتحقيق الوحــدة مهما كانت المعوقات لأن مصلحة فلسطين العليا هي الأهم ،و قـوتنا تكمن في وحـدتنا .
كما يجب علينا كوطنيين أحرار نبحث عن الحرية والعودة والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، أقول يجب علينا أن نقف و نصطف خلف قيادتنا السياسية الوطنية بقيادة رئيسنا ابو مازن ابن فلسطين البار الذي يخوض حربا ضروسا في المحافل الدولية لانتزاع استقلال فلسطين من خلال برنامج زمني محدد ومُلزم لإسرائيل بإنهاء الاحتـلال لتجنب ويلات الدمار .