شكرا لكم اسرانا البواسل .. بقلم د.مازن صافي
الى اسرانا معتقلينا البواسل القابعين في باستيلات الاحتلال الاسرائيلي : ما يزيد على سبعة آلاف أسير من مختلف فصائل العمل الوطني ، يرزحون في أقبية التعذيب ووحشة الزنازين الاسرائيلية ، دون إعتبار للقيم والاعراف والقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الانسان ، بينهم ما يزيد على مائة أسيرة ، وأكثر من ثلاثمئة طفل. خطوة الاضراب ومعركة الأمعاء الخاوية سجلت نقلة نوعية في أدوات النضال في الحركة الفلسطينية الأسيرة .. معركتنا اليوم تحتاج منا الى وقفة صادقة مع سؤال كبير " هل يكفي ما نعمله اليوم من فعاليات مع أهميتها ..؟! " ولماذا هذه الفعاليات موسمية ولماذا الاسرى هم الذين يمدونا بأدوات التحرك وعوامل تحفيزنا .. معركة حرية الاسرى الفلسطينيين من معتقلات المحتل الاسرائيلي سلطت الاضواء بقوة على زنازين وبركسات الاعتقال ، وتقييد حرية الابطال ، وأضاءت سماء السجون رغما عن المحتل ، كما نقلت هموم ومعاناة المعتقلين نساء وأطفالا وشيوخا وشبابا ، كما نقلت فضاءاتهم الابداعية في الملتقى ، ولعلها فرصة لنقول أن الكل الفلسطيني توحد اليوم في أجندة واحدة .. أجندة حرية اسرانا وقضيتهم العادلة ومطالبهم المشروعة .. لقد تحولت القضية اليوم الى أهم قضايا الشعب الفلسطيني ، لانها قضية كل أسرة وبيت فلسطيني ، قضية كل ام وأب ، قضية الابناء والبنات والاخوة والاخوات ، قضية شركاء وقادة النضال الوطني. هل علينا أن نبقى فقط في خيام الاعتصام .. بل علينا التحرك امام كل منظمات حقوق الانسان ، وكل أنصار السلام لاطلاعهم على مأساة أسرى الحرية الفلسطينيين ، وهذا بدوره ينقل رسائلنا نحن الجمهور الفلسطيني لكل العالم و سيعمق من تضامن هذه القوى والمؤسسات مع القابعين خلف قيود الاحتلال البغيض. ويسجل اختراقا قويا في جدران المعتقلات الاسرائيلية غير الانسانية ، وأماط اللثام عن الوجه الاسرائيلي البشع ، المعادي لكل أنصار الحرية والسلام في العالم وليس للفلسطينيين فقط. وإضافة لما تقدم ، فإن مجموعتنا الالكترونية اليوم " دعم قضية أسرى الحرية " هي مجموعة عربية فلسطينية وهي عبارة عن مبادرة للنقاش للوصول الى كل وسائل النجاح لدعم قضية أسرى الحرية ، القضية التي وحدت الشعب العربي الفلسطيني. يحق علينا أن نتوحد في الأفكار والنقاش لندعم كل فعل وعمل يساند ويتضامن مع اسرانا ، اليوم وقف أبناء الشعب الفلسطيني من مختلف ألوان الطيف السياسي مع قضية أسرانا في أقبية وزنازين المحتل الاسرائيلي. فها هم الأسرى يوحدوننا مرة اخرى وأخرى ، وليقفوا صفا واحدا أمام العدو الاول والاساسي ، العدو الاسرائيلي ، أس البلاء والخراب والاحتلال والعدوان والاعتقال والتدمير والتهويد والمصادرة للارض والحقوق السياسية والانسانية. خيمة الاعتصام اليوم وكل يوم امام منظمة الصليب الأحمر الدولية بمدينة غزة ، أزالت عن كل الوجوه الفلسطينية اللثام الحزبي او الفكري او الفئوي او المناطقي . جردهم من كل الحسابات الصغيرة ووضعهم وجها لوجه امام السؤال الاساسي ، كيف ننتصر لأسرى الحرية ؟ وكيف ننتصر لحريتنا جميعا ، لان الشعب كل الشعب في الداخل في حالة إعتقال أو رهن الاعتقال في كل لحظة ؟ وكيف ننتصر لارادة الحرية والاستقلال ، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ؟ مرة أخرى اسرى الحرية ينقلوننا بكل قوانا السياسية إلى عربة الوحدة الوطنية ، كانت المرة الاولى في وثيقة الاسرى أواسط عام 2006 ، التي كانت ومازالت تشكل أساسا صالحا كبرنامج نضالي وطني للكل الفلسطيني. اليوم أوجد الأسرى بيننا رسالة واحدة تقول إن كسر حالة الانقسام والدفع بعجلة المصالحة وتطبيقها ممكنة في حال توفرت الارادة الوطنية. اليوم نقولها شكرا للاسرى الابطال لمروان البرغوثي وأحمد سعدات وللقائد الجهادي السعدي وقادة حركة حماس والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب ومن كل الوان الطيف السياسي ، شكرا لكم جميعا وفي مقدمتكم الاطفال والنساء والشيوخ ، لانكم إستطعتم توحيدنا من كل الفصائل في اعتصام ووقفات جماعية ومشتركة ، لقد تحولت خيام الاعتصام الى خيام الوحدة الوطنية .. شكرا لكم اسرانا . ولتستمر نضالاتكم حتى الحرية ونيل مطالبكم .. ونقولها للسجان الاسرائيلي ، احتلالكم الى زوال وأسرانا قضيتنا العادلة ولن نتنازل عن حقوقنا ..