مسرح الحرية في جنين يطلق عمله الفني الجديد مسرحية 'اسكدنيا'
أطلق مسرح الحرية في مخيم جنين، عمله الفني الجديد مسرحية 'إسكدنيا '، ضمن مشروع العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وذكر المسرح في بيان اليوم الأحد، أن ياسمين ونهى قصتان عن واقع المرأة الفلسطينية، الفتاة الثائرة ضد الاحتلال، 'ياسمين' تلتقي على تلال الثورة بشاب أحبها وأحبته، وتنتظره حتى يتقدم لخطبتها، وتواجههما معيقات الحياة وأبرزها الاحتلال، ولكنها تستمر مع شريكها في نهج وصياغة حياتهم المتمردة لمواجهة بنية العنف.
أما 'نهى' التي فرض عليها الزواج من رجل لا تعرفه يعيش في ألمانيا، فتعاني من قمع وتعنيف مستمر من زوجها الذي يتفنن في تهميشها، فهي لا رأي لها ولا تأثير، لتمتد سطوة الأب لتصل الأبناء مما يدفع الابن لممارسة ذكوريته المعنفة على الابنة والأخت، لينتج الأب القمعي قمعا يورثه لابنه وليد.
ومسرحية 'اسكدنيا'، التي أنتجها مسرح الحرية في مخيم جنين، ضمن مشروع العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي يديره الفنان أحمد طوباسي، يؤديها الممثلون أسيل أبو وردة، وخلود طنوس، وأحمد الرخ، ومؤمن سويطات، وبمرافقة موسيقية حيّة مع الفنان الموسيقي نور الراعي.
'اسكدنيا' شجرة تتحدث عن رحلة امرأة ولدت في مخيّم فلسطيني، تعود إلى الشجرة ذاتها، حاملة دفتر المذكّرات الأخضر، تجلس بهدوءٍ متقن، هدوء قاتل، تفتح دفترها الأخضر، لتتماوج من بين صفحاته كلمات تتحول إلى صور، صور مبعثرة، تحاول ترتيبها بدقّة وبالتّسلسل الصحيح، كيوم ذهابها مع زوجها إلى السينما الّتي انتهت بشجار، واللعب في الحارة وسباق السيّارات المصنوعة من علب السردين، صور أولادها أو من تبقّى من أولادها، مريول المدرسة، المناشير التي كانت توزّعها أيّام انتفاضة 1987، حقول القمح وموسم الحصاد، وكل ما يبقى في الذاكرة نابض وحيّ، حيث تكاد ترتّب صور هذا الشريط لتدرك، أنّه ما زال تحت هذه الشجرة، حلم صغير عادت لتلعب معه.
وقال مؤمن سويطات، ممثل تخرج سنة 2011 من مدرسة مسرح الحرية ومضى السنوات الأخيرة يدرس في مدرسة لندن الدولية لفنون الأداء (LISPA) والآن يعود إلى مسرح الحرية للعمل على هذا الإنتاج كممثل وخلاق إبداعي للمسرحية، إن 'العنف ضد المرأة هو ليس العنف الجسدي فقط، وهو مستمر ومتزايد في المجتمع الفلسطيني، ما يتطلب دق أجراس الإنذار بين العديد من المنظمات الفلسطينية بما في ذلك مسرح الحرية، وكشخص نشأ في هذا المجتمع، أشعر بأن المسرح هو أداة قوية جدا لمعالجة القضايا الحرجة مثل العنف ضد المرأة'.
وقال مدير المشروع أحمد طوباسي 'إن هذا العمل يعتمد على الابتكار استنادا إلى روايات النساء حول واقعهن، وهو يتم بمشاركة جميع الممثلين،.
وأضاف أن مهمته كمخرج للمسرحية تقوم على ترابط اللوحات الفنية وتركيبها لتنتج رسالة تدعم المرأة وترفض العنف المسلط على الأنثى بكافة أشكاله، مشيراً الى أن مسرحية اسكدنيا انطلق العمل بها من خلال عقد ورش عمل مسرحية تفاعلية مع النساء في المجتمعات المهمشة في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وبالاعتماد على قصص النساء تم ابتكار المسرحية والتي ستعرض في المناطق الريفية، وخيم البدو ومخيمات اللاجئين، وسوف توزع أثناء العروض كتيبات تعليمية على الجمهور'.
وأنتجت مسرحية 'اسكدنيا' بدعم من اليونيسكو والممثلية النرويجية في فلسطين، وتعاون مع وزارة شؤون المرأة، وستنطلق بعرضها الافتتاحي يوم الأربعاء القادم على خشبة مسرح الحرية، كما ستقدم عرضا خاصا بالنساء يوم الخميس في جنين، فيما ستبدأ جولة المسرحية بالضفة الغربية انطلاقا من جنين على خشبة سينما جنين السبت القادم، وستختتم عروضها برام الله في التاسع من شهر كانون الأول القادم بمهرجان لليونيسكو، وستشمل العروض محافظات نابلس وطولكرم وقلقيلية وبيت لحم والخليل، إلى جانب رام الله وجنين.