خلعوه- حافظ البرغوثي
يقال ان أبا بكر البغدادي الذي نصب نفسه أميراً للمؤمنين قد تم خلعه بالطريقة الداعشية أي «لا حس ولا خبر» وتم تنصيب خليفة سعودي بدلاً منه.. وهكذا صار عندنا خليفة مخلوع وخليفة منصوب ورئيس معزول ورئيس مخلوع وزوج مخلوع ايضا، ويستفاد من تسجيل صوتي للناطق باسم الدولة الإسلامية داعش أبو محمد العدناني أن سبب خلع البغدادي هو انسحابه من ساحات الجهاد.. وطالب العدناني البيعة للخليفة السعودي الجديد دون أن يذكر اسمه. بمعنى آخر على الداعشيين ومن يقعون تحت سيطرتهم أن يبايعوا خليفة نكرة بلا اسم ولا وجه.
ولم يكتف العدناني بالمطالبة بالبيعة بل كفر أهل السنة الذين يرفضون سلطة داعش وهددهم بقطع الرقاب وسبي النساء واستعباد الأطفال والرجال بعد البيان هذا قيل ان العدناني قتل في غارة عراقية في الأنبار.. أي خليفة يتحدث بهذا المنطق ليس خليفة بل جيفة.. ولعل هؤلاء الداعين الى الخلافة يتجاهلون ان الخلافة انتهت باغتيال الخليفة العادل عمر بن الخطاب من قبل مجوسي ومن بعده دبت الفتنة وتحول نظام الحكم الى ملكي وراثي فلا خلافة فيه سوى الاسم ومن ادعوا الخلافة هم ملوك وامراء ليس الا لا قدسية لهم الا بقدر اعمالهم.. ولعلنا نعلم أن الخليفة الفاروق فقط اغتيل لأسباب تتعلق بالدين لأنه أجهز على الامبراطورية الساسانية الفارسية، وأغلب من تسموا بالخلفاء قتلوا لأسباب تتعلق بالحكم وصراعاته وليس في حروب مع أعداء المسلمين بل قتلوا بأيد «مسلمة» أيضاً، ولعل انموذج داعش خير دليل فالخليفة البغدادي خلع بعد شهور من تنصيبه وسيخلع خليفته السعودي بعد شهور وهكذا. فلا علاقة للدين بالصراع على السلطة والحكم.. ولا خلافة حقيقية بعد اغتيال عمر رضي الله عنه. فهناك فرق بين أمير المؤمنين وبين أمير المدمنين للحكم.