حول انتاج اغانينا الفلسطينية- حسن الكاشف
على قناة فلسطين مباشر كل صباح اشاهدها مستمعاً الى الاغاني فلسطينية، وكل هذه الأغاني من الموروث الشعبي أو أغان وطنية، وكثيراً من هذه الاغاني تسجيل من حفلات، وبعضها القليل كان محظوظاً وجرى تصويره خارج الحفلات والاستوديوهات فانطلق في أحضان الطبيعة الفلسطينية وفي بيوت فلسطينية عتيقة هي الأخرى جميلة وشامخة كما هي طبيعة بلادنا.
في كل صباح اشاهد مستمعاً بعض اغاني مطربينا ومطرباتنا، وفي كل صباح يتكرر بث ذات الاغاني تقريباً ما يوحي بفقر مكتبة التلفزيون ومحدودية ما تملك من الأغاني الفلسطينية الحديثة نسبياً، هذا افتراض اتمنى ان يكون صائباً حول امتلاك مكتبة التلفزيون لتسجيلات طويلة وكثيرة لحفلات فلسطينية لفرقة العاشقين وللفنان أبو عرب.
لدينا اصوات فلسطينية رائعة، وقد انطلقت اصوات فلسطينية الى مسابقات عربية تشتد فيها المنافسة بين اصوات عربية ذات حضور، وبات للصوت الفلسطيني حضور ملموس في أكثر من برنامج تلفزيوني عربي تجري متابعته من ملايين من العرب، وكان الفنان محمد عساف قد استقطب على نحو غير مسبوق اهتمام وتشجيع الملايين الفلسطينية والعربية وبات عن جدارة محبوب العرب وما يزال يشق طريقة صاعداً وسط محبة ومتابعة وإعجاب الفلسطينيين والعرب.
يستحق المطربون والمطربات ابناء فلسطين، وأصبحوا كثيرين، تستحق أصواتهم الدعم والانتشار حتى يصبح كل منهم نجما له الحضور والانتشار الذي يستحقه، ونستحق نحن المستمعين والمشاهدين رؤية نجومنا على شاشاتنا، على كل الشاشات الفلسطينية، وهذا يتطلب انتاجا فلسطينيا مرئيا ومسموعا لأغانيهم الجميلة، نستثني هنا المطرب محمد عساف الذي تحتكر شركة عربية كبرى تضمن انتشاره، وهذا يسعدنا كثيرا.
هنا نتمنى على اخوتنا في تلفزيون فلسطين واذاعة فلسطين، وهي جهة الاختصاص الأولى، نتمنى عليهم النهوض بمهمة انتاج اغان مرئية ومسموعة، نتمنى ان ترافق جهودهم حضور وصعود كل صوت فلسطيني يستحق، ومن يستحق حتى الآن عدد جيد لا يقتصر على صاحب المركز الاول في المسابقات العربية، فكل من يصل الى مراحل متقدمة في المسابقات يستحق، لأنه يؤكد امتلاكه لصوت وحضور ينافس ويحظى بالتشجيع والاهتمام.
من شارك ومن يشارك الآن يستحق الاحتضان وبذل كل الجهد لصناعته كنجم، ولم نحسن، بل لم نبذل حتى الآن الجهود المطلوبة لصناعة النجم في فلسطين، دون انتاج لفيديوهات والبومات للمطربين والمطربات الفلسطينيين نكون قد قصرنا بحقهم وحقنا، فما أجمل اغنية فلسطينية مصورة في مدن فلسطين وجبالها، كم مليون عن فلسطينية في الوطن والشتات عطشى لرؤية فلسطين والاستماع الى الاغاني التراثية والوطنية والعاطفية الفلسطينية؟
تجربة صوت العاصفة في نهاية ستينيات القرن الماضي وسبعينياته تستحق تقديرنا الممتد عبر كل هذه السنوات، ولا تزال اغاني الثورة بكامل شبابها وتأثيرها الايجابي على اجيال استمعت اليها ولا تزال، وفي تجربة انتاج صوت العاصفة لاغاني الثورة الكثير مما يستحق الاستفادة، وفيما كتبه الأخ والصديق نبيل عمرو حول تأليف وانتاج تلك الأغاني تفاصيل هي أساسيات الجهد الجماعي الذي يحضر ويواكب تحويل النص الفلسطيني الى اغنية فلسطينية .. الى اغاني فلسطينية خالدة حتى اليوم.
لا شي ينقصنا .. لدينا شعراء كتبوا وما زالوا قادرين، فالشاعران أحمد دحبور ومريد البرغوثي ما زالا على قيد العطاء والابداع، ورحم الله من كتب لنا وانتهى عطاؤه بالموت .. يرحمهم الله.
لا شيء ينقصنا يا أيها الاخوة الاعزاء في تلفزيون فلسطين لا شيء يمنع من انتاجنا لأغانينا، هذا حقنا عليكم، وحق المطربين عليكم.. نشير الى ذلك بمحبة وامل.
alkashef_2011@yahoo.com