انجازات فلسطين في ستراسبورغ- نجيب القدومي*
بعد جهود متواصلة، واتصالات مكثفة من خلال الوفود البرلمانية التي يوفدها المجلس الوطني الفلسطيني، وقع الأخ سليم الزعنون رئيس المجلس، بصفته رئيسا للشرعية الفلسطينية، على عضوية فلسطين في مجلس أوروبا, خلال انعقاد المجلس في ستراسبورغ بفرنسا يوم 4/10/2011، ومجلس أوروبا هو جسم مختلف عن الاتحاد الأوروبي، وعضوية فلسطين هذه تعني اعتبارها شريكا للديمقراطية مع الدول الأوروبية وهذا اعتراف وتأكيد على تطور المجتمع الفلسطيني وقدرته على بناء دولة فلسطين المستقلة، التي نادى بها الرئيس محمود عباس في خطابه التاريخي الصريح والجريء أمام هيئة الأمم المتحدة يوم 23/9/2011 حين قدم طلب الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس وقبولها عضوا كامل العضوية في المنظمة الدولية.
لقد جاء قبول المجلس الوطني الفلسطيني ممثلا لفلسطين في مجلس أوروبا بعد جولة من تقصي الحقائق والمشاهدات الميدانية التي قدمتها لجنة تحقيق أوفدها المجلس الأوروبي لدراسة ما يعاني منه الشعب الفلسطيني، التي عادت بهذا التنسيب الذي فازت به فلسطين علما بأن المجلس يتكون من 47 دولة من بينها 6 دول أعضاء في مجلس الأمن هي: فرنسا وروسيا وبريطانيا والبوسنة وألمانيا والبرتغال.
وقد تكلل نجاح فلسطين في ستراسبورغ بالخطاب الواضح البين الذي ألقاه سيادة الرئيس محمود عباس أمام أعضاء الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا وعددهم 636 عضوا يوم 6/10/2011 ضمن المحطة الأولى في جولته لحشد التأييد الدولي لطلب فلسطين العضوية الكاملة في هيئة الأمم المتحدة حيث من المنتظر ان يؤدي خطاب الرئيس إلى التأكيد على اعتراف المزيد من دول العالم بدولة فلسطين ما يدعم طلب العضوية الكاملة في المنطقة الدولية.
ان ما تم في ستراسبورغ يؤشر على ان جهود المجلس الوطني الفلسطيني أثرت وحصلت على نتائج تساعد في تحقيق الأهداف التي يرنو لها الجميع، كما تؤشر إلى ان القيادة ممثلة بالرئيس محمود عباس قد أوفت بما وعدت ولم ترضخ لا للضغوط ولا للتهديدات وانطلقت بكل الصدق والصراحة من الثوابت الوطنية التي أرسى دعائمها القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات.
في نيويورك كان خطاب الرئيس المنطلق الجديد للنهوض الفلسطيني المؤيد بشعب صامد يقف خلف قيادته، حتى اسراه الذين تضامنوا بأمعائهم الخاوية تأكيدا على الصمود والاصرار، ومختلف قطاعات الشعب التي عبرت عن وقوفها خلف الرئيس وتأييدها لسياسته التي أثبتت نجاحا مميزا.
وفي ستراسبورغ كان قطف الثمرة الأولى وسيتبعها ثمار كثيرة تؤدي إلى تحقيق الحلم الفلسطيني بعودة اللاجئين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني التي قدمت الشهداء والجرحى والأسرى حتى حققت ما وصلت إليه من منجزات لن تتوقف في ستراسبورغ.
ولن يضيع حق وراءه مطالب.
* عضو المجلس الوطني